الصدفة تجمع محمد ووالده بعد فراق 17 عامًا.. منشور فيسبوك خيط البداية وDNA هو الفيصل | صور
يدان متشابكتان بشدة تكاد تكونان ملتصقتان، وقلق يظهر على وجهيهما وسط صمت تام، دقائق تمر وكأنها ساعات، يتبادلان فيها النظر لبعضهما، وكأنهما يتسائلان هل يستجيب القدر ويجمع شملنا بعد فراق 17 عامًا؟.
داخل أحد معامل التحاليل بمحافظة كفر الشيخ، التقى محمد شاب يبلغ 23 عامًا، والده إبراهيم حجازي، لإجراء تحليل البصمة الوراثية DNA، للتأكد من كونه نجله التائه منذ عام 2004.
متسبنيش تاني يا بابا، كلمات بسيطة عبر بها محمد عن اشتياقه لوالده، بعدما فراقهما لمدة 17 عامًا، تبدل فيهم حالهما، فالطفل أصبح شابًا بملامح لم تختلف كثيرًا، أما الأب فقد أكل منه الدهر رقات.
منشور عبر موقع فيسبوك مصحوبًا بصورة شاب كفيف، يدعى محمد إبراهيم حجازي، عمره 23 عامًا، وشقيقه إسمه ياسر، وفقد أسرته وهو في عمر 7 سنوات، ويعيش بمؤسسة المكفوفين بكفر الشيخ، ويطالب بالمساعدة في البحث عن أسرته، كل ذلك كان ذلك بداية الخيط.
ساعات قليلة ووصل المنشور لإبراهيم حجازي ابن قرية الكفر الجديد التابعة لمركز ميت سلسيل، بمحافظة الدقهلية، والذي فقد نجله أيضًا وهو في عمر السابعة، ولم يترك مكانًا إلا وبحث عنه فيه، وما أن سمع الخبر لم يتمالك نفسه، وانهمر بالبكاء، فهل سيولد الأمل من جديد ويعود فلذة كبده؟ أما أنها شائعة مثل سابقيها؟.
بلهفة ممزوجة بالفرحة والشوق، انتظر الأب حتى نسجت الشمس خيوطها الأولى في اليوم التالي، وتوجه لمكان الشاب، وما أن التقاه حتى تسمرت قدماه لثوانٍ، فالشكل أقرب للتطابق حتى الصلع، لكنه صدم كونه كفيفًا.
ترك الأب لمشاعره السبيل، وارتمى في حضن نجله، فكل شيء يؤكد أنه محمد التائه منذ سنوات طوال، حتى إصابة جبهته فهي متطابقة، وعلى الجانب الآخر لم يختلف الأمر، فشعر الشاب به، واحتضنه وقبله مرددًا: وحشتني أوي يا بابا.
ظل الوضع هكذا لعدة ساعات، الإثنان يحتضان بعضما ويرفضان الافتراق، ويعتقدان أنهما سيعودان سويًا لمنزلهما، ليصطدما بالواقع المرير، فالإسم المسجل في شهادة الميلاد مختلفًا في الجد الرابع، كما أن إسم الأم به خطأ في حرف واحد، ما يستلزم إجراء تحليل البصمة الوراثية، للتأكد من قرابتهما.
عاد الأب لمنزله والحزن يكسو وجهه، فالحالة المادية لا تمكنه من إجراء التحليل الذي تصل تكلفته لآلاف الجنيهات، وظل هكذا لعدة أيام يشكو حاله للمقربين، حتى استجاب الدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، لمناشدات من يعرف قصة عم إبراهيم ونجله، وأعلن تكفل المحافظة بمصاريف التحليل.
وفي صباح أمس السبت، أجرى الأب ونجله التحليل، وعلامات التوتر تظهر على وجهيهما، وما أن انتهيا ظل الإبن محتضنًا والده لدقائق، مرددًا: متسبنيش.
10 أيام هم الفيصل في قضية محمد وعم إبراهيم، وينتظر الجميع نتيجة التحليل، فهل سيعود الشاب لأحضان والده ويجتمع شملهما بعد 17 عامًا من الفراق؟، أم سيكمل كل منهما رحلته في البحث عن مفقوده؟.