السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وكيل الأزهر: من الكوارث المدمرة أن تتخلى الأمة عن القراءة

الدكتور محمد الضويني
دين وفتوى
الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف
الأحد 17/أكتوبر/2021 - 06:35 م

قدم فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، التهنئة للفائزين بجوائز المشروع الوطني للقراءة في نسخته الأولى من أبناء مصر طلابا ومعلمين من الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم والجامعات المصرية، موضحًا أن المتأمل للأيات الأول من سورة العلق، يجدها تدعو للعجب فمن بين عشرات الموضوعات الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي حملتها آيات القرآن يبدأ الله عز وجل وحيه للبشرية بهذا التكليف ألا وهو الأمر بالقراءة.

وأضاف وكيل الأزهر، خلال كلمته في الحفل الختامي للمشروع الوطني للقراءة: لو تأملنا عناية القرآن والسنة بالقراءة والعلم لطال بنا المقام، ويكفي ما أشارت إليه بعض الدراسات من أن مادة العلم بمشتقاتها وردت في القرآن سبعمائة وتسعة وسبعين مرة، فضلا عما يشير إلى العلم بغير هذا اللفظ من مواد العقل والنظر والفكر والحكمة، بالإضافة إلى ما في السنة النبوية من أحاديث مباركة تدعو للقراءة والعلم وتؤكد فضله.

وأوضح الدكتور الضويني أنه من يتأمل التاريخ وما فيه من مراحل ضعف وقوة لأدرك أن القراءة الواعية كانت سببًا قويًا من أسباب تقدم الأمة، وأن الانقطاع عن القراءة كان وسيظل سببا في ضعف أثرها، وخفوت صوتها ولا شك أن للقراءة أهمية كبرى، فهي أساس تكوين الإنسان وبنائه، وقد نُقل أن الفراعنة حين بنوا أول مكتبة كتبوا على جدارها: هذا غذاء النفوس وطب العقول، وهذا المعنى مستمر فينا بل في الأمم كلها.

الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف

وبين وكيل الأزهر أن القراءة الإبداعية تعول عليها الأوطان؛ فهي مسؤولية المجتمع كله بكل أفراده ومؤسساته الفاعلة المؤثرة، بداية بالأسرة التي تقف بعضها للأسف عند استخدام الكتاب كديكور أو زينة، ومرورًا بالمدرسة التي اختزلت القراءة في نشاط مدرسي لا يلقى إلا أقل عناية واهتمام، وانتهاء بالمؤسسات المتنوعة التي يمكنها أن تغير خريطة العقل الجمعي للوطن بما تتيحه من برامج قرائية نافعة.

وأوضح فضيلته أننا نعاني في الفترة الأخيرة من سيطرة التكنولوجيا على أدمغة بعض الناس، وتوجيه سلوكهم وبخاصة الشباب الذين تعقد الأوطان عليهم أمالها، وترى فيهم الغد المشرق وقد تضافر هذا الفيض التكنولوجي مع عوامل أخرى في إحداث تدن في مستوى القراءة؛ فقد تقلص زمن القراءة لصالح وسائل التواصل الاجتماعي التي تبث ما لا نعرف له مصدرا آمنا، والحقيقة إن التكنولوجيا بالرغم مما تحمله من قلق يمكنها أن توفر مجالا واسعا للقراءة والاطلاع، يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية.

الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف

واختتم وكيل الأزهر كلمته أنه إذا كانت الأوطان تعلي بالأمن والأمان فإن من أهم مقوماته الأمن القرائي الذي يصون العقول ويوجه الأفكار، ويحكم السلوك ويحفظ الهوية، مؤكدًا أن القراءة المنظمة الواعية تنتقل بالناس من الضعف والهوان إلى القوة والعزة، وأنه إذا كانت المجتمعات تخشى الكوارث، فإن من الكوارث المدمرة أن تتخلى الأمة عن القراءة، وهي أمة اقرأ، وأن تتأخر في العلم وهي أمة العلم.

تابع مواقعنا