زفة بـ جمل وهودّج.. قُرى أسوان تحتفل بالمولد النبوي الشريف على طريقتها الخاصة
تشتهر محافظة أسوان بأنها تحتفل بطريقة خاصة بالمولد النبوي الشريف، وقد لا يقتصر الاحتفال على المحافظة نفسها، بل يكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بمختلف القرى والنجوع والمراكز.
تختلف الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف من قرية لأخرى، حسب العادات والطقوس المتوارثة من جيل إلى آخر على مر الأزمان، فهناك قرى تحتفل بالمولد النبوي الشريف بذبح الشياه وإطعام الطعام، وقرى أخرى تقيم حلقات الذِكر والقرآن والتي يتخللها المديح النبوي من المبتهلين.
وفي قرى أخرى يُجهز الأهالي ناقة ويضعون عليها هودج وبعض من جريد النخل الأخضر ويجوبون القرية والقرى المجاورة منشدين … طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.. وجب الشكر علينا ما دعا لله داع، تأسيا بما استقبل به أهل المدينة المنورة النبي صلى الله عليه وسلم عند دخوله يثرب وقت الهجرة المباركة رفقة خليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضا.
وفي هذا السياق، قال أدهم عبد الرازق، أحد أبناء قرية أبو سمبل، لـ القاهرة 24، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في أسوان يتمثل في دورة المولد، وتنطلق الدورة من ساحة المدينة بداية من بوابة أسوان مرورًا بكورنيش النيل، وينتهي في أرض المعارض بأسوان، ويبدأ منذ بداية الشهر الهجري حتى يوم مولد الرسول.
وأضاف عبد الرازق في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن دورات المولد تشمل حلقات ذكر وتواشيح دينية وأناشيد في حب الرسول بلغة أهل النوبة الميرغنية، ونقوم بذبح الماشية، وعمل ولائم كبيرة ليجتمع عليها جميع أفراد القرية، ليأكلوا معًا نساء ورجالا وأطفال.
وفي السياق ذاته، قالت آية صالح إحدى أبناء قرية الطوناب التابعة لمركز إدفو، إن الاحتفالات تستمر 11 يوما، من بداية الشهر الهجري حتى يوم مولد الرسول، وإن القرية تنقسم إلى عدة قبائل وكل قبيلة تقوم بعمل ما يعرف بالمولد في قبيلتهم ليلا، مستمرين في ذلك لمدة 10 أيام، ويتمثل في إنشاء حلقات للذكر ومدح الرسول.
واستكملت صالح في حديث خاص لـ القاهرة 24، أن الاحتفالات الاحتفالات فيه مختلفة، حيث تبدأ مجموعات بالمشي فالشوارع بصحبة جمل ويمسكون بالطبول ويبدؤون في الإنشاد ويعطيهم الناس الأموال والعصائر وبعض المأكولات وهكذا تنتهي الاحتفالات والطقوس لدينا.
وقالت أميرة حسن إحدى فتيات قرية الرتاج بمحافظة أسوان، إن هناك عائلة مسئولة عن تحضيرات يوم المولد النبوي وتنظيمها، يبدؤون في التحضير ليوم المولد النبوي بداية من الشهر العربي وتتمثل التحضيرات في أنهم يقومون بتشغيل الأغاني الخاصة بالمولد النبوي في مختلف الشوارع بالقرية، ويوجد ما يعرف بالليالي وتنقسم فيها إلى ليلتين، الأولى تكون قبل المولد بيوم وهي عبارة عن قراءة للقرآن الكريم ومن بعدها يبدؤون في ترديد الأناشيد الدينية في ميكروفون اعتقادا أنها بركة من الأجداد ويحضر الليالي النساء والأطفال والرجال ويجلبون معهم العصائر والحلويات.
وأضافت حسن في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن الليلة الثانية تكون بعد الدورة بأسبوع، ويقومون فيها بتجميع الأموال ويشترون السكر والزيت وبعض المأكولات ويعطونها لمن يستحقها من الفقراء، وبعدها يحضرون عشاء كبير ويذبحون.
واستكملت حسن لم يتغير شيء في الاحتفالات وطقوسها منذ الأجداد فنحن نتبع أجدادنا في كل طقوس، للاحتفال بهذا اليوم المبارك، فهي أيام تكون مليئة بالبهجة والسرور وننتظرها من العام للعام.
