المشاركون بمؤتمر دعم استقرار ليبيا: يجب إجراء الانتخابات في موعدها وخروج المرتزقة
عقد مؤتمر دعم استقرار ليبيا، اليوم، في العاصمة الليبية طرابلس، كأول مؤتمر يتم تنظيمه داخل الأراضي الليبية بمشاركة دولية وأممية منذ سنوات؛ بسبب الصراعات التي شهدتها الأراضي الليبية منذ 10 سنوات.
وعلى هامش المؤتمر، عقد كل من محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ونائباه، وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ووزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، عدة لقاءات، بعدد من وزراء الخارجية والوفود المشاركة؛ للتباحث بشأن الانتخابات الليبية المرتقبة، المقررة في 24 ديسمبر المقبل، وإجراءات إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا.
ودعا الوزراء ورؤساء الوفود المشاركون في المؤتمر، في كلمات ألقوها خلال الجلسة الافتتاحية والجلسة الثانية المغلقة له، إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر، مجددين الدعم لإجراء هذا الاستحقاق الانتخابي وعدم عرقلته، حيث أجمع الوزراء على رفض التدخلات في الشأن الداخلي الليبي.
إجراء الانتخابات الليبية في موعدها
وخلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية؛ طالب عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، الليبيين، باحترام نتائج الانتخابات المرتقبة، والمقرر في ديسمبر، وفقًا لخارطة الطريق المدعومة من قبل الأمم المتحدة.
ومن جهتها، قالت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية، إن عقد مؤتمر دعم الاستقرار في ليبيا؛ يمثل تأسيسا جديدا للاستقرار العادل في ليبيا، وأن رمزية المؤتمر، مهمة للشعب الليبي؛ لعودة الاستقرار إلى بلادهم.
وأضافت المنقوش، أن المؤتمر الحالي يسطر أول خطوة لاستقرار ليبيا، موجهة كلمة للحضور،: أنتم تشهدون اليوم على بدء استقرار ليبيا.
وأوضحت وزيرة الخارجية الليبية، أنه لا استقرار في ليبيا؛ إلا بسيطرة الليبيين الكاملة على أراضيهم كافة، مطالبة بعدم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لبلادها.
ورحب وزراء خارجية مصر والسعودية وتونس، اليوم الخميس، بانعقاد المؤتمر الوزاري الدولي المعني بدعم مبادرة استقرار ليبيا داخل الأراضي الليبية.
ودعا الوزراء، في كلمات ألقوها خلال الجلسة الثانية للمؤتمر، لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها، مجددين دعم الدول الثلاث لإجراء هذا الاستحقاق الانتخابي وعدم عرقلته.
وبحث سامح شكري وزير الخارجية، على هامش مشاركته في مؤتمر دعم استقرار ليبيا، اليوم، مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، سُبل التنسيق حيال دفع جهود التسوية السياسية الشاملة للأزمة الليبية.
دعم أوروبي وأمريكي لإجراء الانتخابات الليبية
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي المشاركة في مؤتمر دعم استقرار ليبيا، إن المؤتمر الدولي الذي عقد اليوم في العاصمة طرابلس، يُمثل فرصة مهمة لتقييم الأوضاع بشأن الاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات الليبية في موعدها، وفقًا لخارطة الطريق المدعومة من قبل الأمم المتحدة.
وأكدت بعثة الاتحاد الأوروبي، في بيان لها، أن مؤتمر استقرار ليبيا، يعد فُرصة مهمة لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقات برلين والاستعدادات الجارية للانتخابات، مشددة على التزام الاتحاد الأوروبي بالدعم الكامل، لتحقيق الاستقرار في ليبيا، ونجاح انتقالها الديمقراطي وتعافيها الاقتصادي.
وفي سياق متصل، حثت روزماري دي كارلو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، على عقد الانتخابات في 24 ديسمبر، وفق مخرجات وقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمري برلين 1 و2، مشيرًة إلى أن عقد هذه الانتخابات سينهي الفترة الانتقالية التي تعيشها ليبيا، ومن ثم التدخلات الأجنبية في البلاد.
وطالبت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، الأطراف الليبيين، بالامتناع عن أي أعمال تقوض العملية السياسية، مؤكدةً ضرورة إشراك النساء في الحياة السياسية، وضمان وجود 50% من السيدات في البرلمان المقرر عقده خلال الفترة المقبلة.
خروج المرتزقة الأجانب من ليبيا
وجاءت المطالب العربية والدولية بإخراج المرتزقة الأجنب من ليبيا، إلى جانب التأكيدات بشأن الدعم الدولي بإجراء الانتخابات الليبية في موعدها، فخلال كلمته قال سامح شكري، إنه لا مجال للحديث عن تحقيق استقرار ليبيا بصدق وجدية؛ إلا بالتنفيذ الكامل لما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 2570، والمخرجات المتوافق عليها دوليا وإقليميا الصادرة عن مؤتمر برلين 2، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي، ودول جوار ليبيا، بشأن انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا دون استثناء أو تفرقة، وهو ما سيمثل إنصاتا واستجابةً لرغبة، بل ومطالبة الشعب الليبي؛ مما سيتيح الفرصة الحقيقية لبناء وتطور القدرات الذاتية الليبية، بحيث يأخذ الليبيون مقدراتهم في أيديهم.
وجدد وزير الخارجية، استعداد مصر لتقديم كل سبل الدعم للأشقاء في ليبيا في هذا المجال، مضيفا: ونتطلع لتضافر جهود المُجتَمعين؛ للخروج بتوافق بشأن إجلاء المرتزقة الأجانب من ليبيا.
وعادت روزماري دي كارلو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، لتشير إلى أن التعاون مع جيران ليبيا، يُعتبر ضروريًا؛ لإخراج المرتزقة الأتراك من ليبيا، كما يضمن نجاح انسحاب هذه القوات دون حدوث أزمات.
وأكدت روزماري دي كارلو، دعمها لمجموعة 5+5 والمسار العسكري في ليبيا، مشيرًة إلى أن هذه القوات تُمثل الوحدة الوطنية، وتضمن مُغادرة المرتزقة ليبيا، مسلطة الضوء على تعاون الأمم المتحدة مع بعثة الاتحاد الأوروبي لوصول الدعم في ليبيا.
ومن الجانب الليبي، قال عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، أمام مؤتمر دعم استقرار ليبيا، إن حكومته تعمل على الاستقرار الحقيقي في جميع أراضي ليبيا، موضحًا أنه يجب التفاهم مع كل الأطراف؛ لحل ملف الوجود العسكري الأجنبي في ليبيا، والذي يزعج الجميع.