ثورة القاهرة الأولى.. تعرف على دور النساء في مقاومة الحملة الفرنسية
دارت في مثل تلك الأيام ثورة القاهرة الأولى، التي خاضها المصريون ضد الاحتلال الفرنسي، وذلك في يوم الأحد الموافق 21 أكتوبر من العام 1798.
وكانت أحداث ثورة القاهرة، نتيجة لغضب الأهالي من زيادة الضرائب، بعد اجتماع الديوان، الذي أقر ضرائب ضخمة من أجل تعويض الخسائر التي ألمّت بقوات الحملة الفرنسية، كما هدموا البيوت والآثار والمساجد، حتى يتمكنوا من تحصين القاهرة، وكان هذا عكس ما صرح به نابليون عند وصوله إلى مصر، من أنه يحترم الإسلام، وجاء ليخلص المسلمين من المماليك.
صمد المصريون العديد من الأيام أمام مدافع وبنادق الفرنسيين، التي أمطرت أجسادهم، وضربت الجامع الأزهر بالمدافع، ودنسته خيول الفرنسيين، وأشعلوا النار في بعض الأحياء الكبيرة، وقبضوا على الزعماء والداعين للثورة، من أجل محاكمتهم، وحُكم على ستة من مشايخ الأزهر، بالإعدام، وتم ضرب أعناقهم في ساحة القلعة.
صمود النساء أمام الفرنسيين
يذكر الدكتور حلمي النمنم، في مقال منشور له في مجلة الهلال، أن النساء المصريات لعبت دورًا هامًا في الثورات التي قام بها المصريون خلال فترة وجود الحملة الفرنسية بمصر، وبحسب النمنم فإنه بعد هروب المماليك، واستقرار الأمر للفرنسيين، وأخذوا في هدم منازل المصريين، خرجت السيدات الساكنات بباب اللوق والمناصرة في مظاهرة كبيرة، اعتراضًا على ما يفعله الفرنسيون، ووصلوا إلى مقر إقامة نابليون بونابرت، ويصف الجبرتي كثرتهن، بأنهن كُنَّ كالجراد المنتشر.
وكانت تلك الواقعة من مقدمات ثورة القاهرة الأولى، ويذكر النمنم، أنه عندما طواطأ المعلم يعقوب مع الفرنسيين، واتخذ موقفهم، ونظم ما يعرف بالفيلق القبطي، الذي قرر الخروج من القاهرة، مع خروج الحملة الفرنسية، خرجت المرأة القبطية وزوجات أعضاء هذا الفيلق، من أجل الاعتراض على ما يفعله رجالهم، وتوجهوا إلى الجنرال مينو، يطالبونه بعدم اصطحاب رجال الفيلق.
وفي الإسكندرية ورشيد، جهزت النساء وصبت الزيت المغلي من الشرفات فوق رؤوس الجنود الفرنسيين، وكُنّ يجتمعْنَ في الحمامات العامة في رشيد، حيث يتناقشْنَ فيما بينهنّ، فأصدر حاكم رشيد أمرًا بمنع النساء من الوجود في الحمامات العامة، لمنع تداول الأمور العامة بينهنّ، ومنع خروجهن.