الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مخرج فيلم ريش: لم أصنع شيئا غريبا.. وطبيعي يثير الجدل ومينفعش حد يقول عليا أنا مش مصري | حوار

عمر الزهيري مخرج
فن
عمر الزهيري مخرج فيلم ريش
الجمعة 22/أكتوبر/2021 - 09:26 م

أثار المخرج المصري عمر الزهيري كثيرا من الجدل في أول أفلامه الروائية الطويلة ريش، الذي عرض في مهرجان الجونة السينمائي، ويستعرض كفاح سيدة بسيطة بعدما تحول زوجها في مشهد عبثي إلى دجاجة، لتتحمل الزوجة أعباء الحياة، وتواجه مشكلات كثيرة. 

فيلم ريش لا يحدد زمانا أو مكانا للشخصيات التي ليس لها أسماء أيضا، ورغم ذلك واجه بعضا من الانتقادات حول أنه يقدم صورة مسيئة لمصر، فيما احتفى بعض النقاد والسينمائيين بهذه التجربة، وحول كل ذلك الجدل وتفاصيل أخرى التقى حوار القاهرة 24 مخرج العمل في هذا الحوار.

كيف تقيم ردود الأفعال المختلفة على فيلم ريش؟

تقدير الفيلم لأي سينمائي شيء كبير وقيم جدًا، وصنع الفيلم عملية شاقة، ولكن مجرد أن يتم عرض العمل ينتقل من ملكية صناعه ليكون ملكًا للجمهور، والعمل الفني ما يحييه أو يميته هو رد فعل الجمهور عليه.

كما أن فيلم ريش عرض في عديد من الأماكن المختلفة، وهناك عديد من الممثلين والنقاد المصريين شاهدَوه في أثناء عرضه في مهرجان كان، وحظي بردود أفعال عليه مرضية وإيجابية.

وعن الجدل حول ريش، فالفيلم مختلف عن المعتاد، وبه سينما متجددة والاختلاق مربك لبعض الناس، وأنا سعيد بحالة الاهتمام بالفيلم، كما أنني لم أتوقع هذا الاهتمام بالأعمال التي أقدمها، والفيلم بالنسبة لي شيء وتجربة أردتُ خوضها لنفسي، لأنني شخص يحب تجربة أشياء عديدة ومختلفة، وأنا شخص ليست لديه أي حسابات على السوشيال ميديا ولا أتابع ما يدور فيها، وفجأة وجدت السوشيال ميديا تتحدث عما أقدمه.

وأكثر ما أهتم به حقًا هو رد الفعل الصادق، سواء كان إيجابيا أو سلبيا، لأن هذا بالنسبة لي تأكيد أنني نجحت فيما قدمته، كما أن تاريخ السينما قائم على أن الفيلم الذي يكون فيه جدل أفضل من الفيلم الذي يمر دون تساؤلات.

هل التجريب يندرج على مسألة بطء إيقاع الفيلم؟ هل هذا شيء مقصود منك؟

إيقاع الفيلم موضوع لا يمكنني التحكم به، والإيقاع أمر أختاره على حسب رؤيتي للفيلم، وهل هو مناسب للعمل أم لا، ومن رأيي أنه لا يمكن الحكم على الفيلم من خلال عنصر إيقاع الفيلم. 

وأظن أن فيلما مثل فيلم ريش لا يمكن اختزاله في عنصر الإيقاع، كما أن هناك إيقاعا مبنيا على رؤية المشاهد للفيلم وهل هو مرتبط بالفيلم أم لا، والفيلم يفتح أبواب ويخلق حالة أسئلة.

ولو المشاهد لم يقبل بهذه الحالة، فالفيلم بالنسبة له سيكون بطيء الإيقاع، وإذا قبل به سيكون إيقاعه بالنسبة له متوازنا، وهي مجرد مسألة نسبية لا أكثر.

كما أنني ما زلت أكتشف خبرتي بالسينما التي أقدمها، وبالنسبة لي سأفهم أكثر عن هذا الفيلم بعد عدة أفلام وسأفهم هل هذا الفيلم إيقاعه بطيء أم لا، ومن رأيي أن كل لحظة في الفيلم لم تأخذ أكثر من حقها، أو أقل من حقها.

ما هي نوعية السينما التي تقدمها؟

أحاول أن أكون مخلصا للشخصية التي أحكي في السينما التي أقدمها، ودائمًا ما أحب أن تكون لدي مرونة بحكاية الفيلم، بمعنى أنني أحب أن أضع لحظة كوميدية أو لحظة عبثية جدًا مع لحظة درامية، لأن هذا شيء بالنسبة لي يخلق احتكاكا ويقدم شيئا مثيرا.

كما أن السينما التي أقدمها تدور حول علاقة الدراما بالعبث، وتقنيًا الفيلم يقدم بطريقة كلاسيكية لا توجد بها تقنيات سينمائية متطورة، لأنني أحب أن أقلل التقنية بأفلامي وأتعامل معها كأنها لحظات حقيقية من الحياة.

كيف ترى فكرة الربط بين كون الفيلم مصريا وكونه يمثل مصر؟ ولو رجعنا لفترة التحضير للفيلم التي دامت لسنوات ما الذي كان يدور داخل عقلك أردتَ التعبير عنه خلال الفيلم؟

دائمًا أرى أن المخرج السينمائي عندما يقرر عمل فيلم، يجب عليه أن يعبر عن شيء من داخل ضميره، شيء تشعر أنك الوحيد الذي تستطيع التعبير عنه، وما كان يدور بعقلي هو أن أقدم فيلمًا من داخلي أعرف جيدًا أنني الوحيد القادر على تقديمه، ويخص إحساسي. 

كنت أرى دائما أن فكرة فيلم ريش هزلية، فكرة أن المرأة يتحول زوجها في حالة من العبث لفرخة تبدو مشكلة هزلية، ولكن كلما تقترب منها أكثر ستجدها مشكلة كبيرة، مشكلة حياة أو موت.

والفيلم بالنسبة لي كان محاولة الربط بين عالمين، أحدهما منشغل جدًا بحياة يومية صاخبة، وليس في مصر فقط بل في العالم كله، كما أن حياتنا أصبحت مادية جدًا، وأصبح من الطبيعي أن تكون في الشارع لتجد شخصا ما ملقى على الأرض ولا تهتم به، وأصبح هذا شيء طبيعيًا ولكن هذا عكس الطبيعة الإنسانية وهذا هو العالم الثاني. 

والفيلم بالنسبة لي إعادة اكتشاف للطبيعة الإنسانية، كما أن الفيلم كان مجرد لعبة ألعبها مع الجمهور بشيء تنظر إليه يبدو كنكتة؛ ولكن عندما تدخل اللعبة تشعر بأن هذه الفرخة مشكلة وأن أبسط المشكلات مثل الأكل والشرب هي مجرد مشكلة سوء تنظيم وعدم ثقة بالنفس.

وتنظر بإخلاص لشخصية بسيطة وشخصية تبدو ساكنة وكامنة من الخارج ولكن بداخلها الكثير، والنقطة الأخرى هنا سأتحدث عنها كـسينمائي شاب، وهي أن السينما العربية دائمًا لديها نظرة أنها سينما أسلوبها الفني لا يملك هوية عربية أو مصرية، وتحكي الموضوع داخل الفيلم كأنها سينما أجنبية.

وأنا أحاول ألا أفعل ذلك بأفلامي، لأنني كسينمائي أحاول أن أكون شخصا يعبر عن جيله وعنه، وهذا ما يحدث منذ عدة سنوات أن هناك فكرا متطورا وسينما متجددة، وأخذت كثير امن الوقت لأوصل لإحساسي ويرضي ضميري أن كل شيء خرج بطريقة مضبوطة ومناسبة للفيلم وفكرته.

وفكرة الربط بين كون الفيلم مصريا وكونه يمثل مصر عالميًا، يوجد العديد من الناس التي رأت أنني ربطت صورة مصر بشكل سيئ، وطبيعي أي شيء يوجد به تجديد سيكون هناك محاولة لوضع عنوان له، وعندما نجد شيئا جديدا علينا نحاول أن نجد له تأويلا ليسهل علينا فهمه، وسأتحدث عن الموجة الواقعية الجديدة في مصر التي ترتبط بـمحمد خان، خيري بشارة، وعاطف الطيب.

وعندما ظهرت هذه الموجة حصل عليها اختلاف ومهاجمة وجدال كبير بالأسلوب نفسه، وهذا شيء أنزعج منه جدًا، لكن في النهاية أنا أعلم جيدًا ما الذي قدمته، أنا صنعت سينما ولم أصنع شيئا غريبا، والتقدير حصل للسينما وليس للموضوع وهذا شيء مهم.

وفكرة أنك تحصد جائزة في مهرجان كبير مثل كان باسم مصر وباسم سينما مصرية شابة هذه مسؤولية بالنسبة ليّ، وطبيعي تخلق جدلا لأنها شيء جديد، ومينفعش حد يقول عليا أنا مش مصري، فـأنا مصري والعمل مصري وأصبح أمرا واقعا.

وأستاذ طارق الشناوي كان أول مَن شاهد الفيلم، كما أن جميع الآراء في مهرجان كان، كانت كلها آراء إيجابية، وجميعها رأت أن فكرة الفيلم جديدة، وبالنسبة للآراء النقدية دوري أن أستوعبها وأحترمها، كما أنني أفهم ما يدور وهو أمر طبيعي.

تعقيبًا على قولك إن العرض التجاري للفيلم في ديسمبر هل هذا له علاقة بأنك تعرضه قبل نهاية العام لأنك تتوقع أن ترشحه مصر للمنافسة على الأوسكار؟

لم أتوقع كل الاهتمام الذي حصل عليه الفيلم في الشهور القليلة الماضية، ولم أتوقع أن يرشح لـمهرجان كان، خاصةً هذا العام لوجود تكدس أفلام كبير، ولم أتوقع أن يحصل لفيلم على هذا العدد من الجوائز.

 وفيلم ريش حصد حتى الآن أكثر من 5 جوائز، ولم أتوقع ردود الأفعال المختلفة من الناس، وأنا لا أستوعب كل هذا حتى الآن وكلها أشياء خارج إرادتي، وأنا سعيد بحديث الناس معي وبوجود نقاش كبير نتحدث عنه، كما أن هناك أفلاما كبيرة وعظيمة لم تحصد أي جوائز، لأن الفيلم ليس جائزة، وربما يترشح الفيلم لجائزة الأوسكار وأتوقع ذلك، لكن لا أعرف كيف يتم الموضوع.

كم استغرقت فترة مونتاج الفيلم؟  

تحضير التصوير للفيلم أخذ كثيرا من الوقت، ولكن فترة التصوير نفسها لم تأخذ وقتا كبيرا، فالتصوير كان يأخذ 5 أسابيع تقريبًا، لأنني كنت أحدد قبل البدء في التصوير ما الذي أريده، كما أنني أحب أن أعمل بمواد قليلة، وكنت أجلس قبل البدء في التصوير مع المونتير لنفكر كيف نخلق الأحداث بـمواد أقل.

أبعدت دور الدين في الفيلم. فعندما ذهبت البطلة لدجالين بدلًا من أن تتوجه إلى الله.. هل هذا شيء متعمد؟

بالنسبة ليّ أهتم بالإنسان بشكل عام، ولهذا لن تجد اسما للشخصية في الفيلم، كما أنك لن تجد شيئا يصنف، وأحاول أن أبتعد عن أي شيء أشعر أنها لن تضيف شيئا للعمل.

وأحاول أن أتعامل مع أشياء محددة مثل ما الشعور الذي تشعر به الشخصية في اللحظة التي نراها فيها الآن، وكان بالنسبة لي هذا التفكير المناسب، وبالنسبة للدين فالدين بالنسبة لي أمر شخصي، والدين من رأيي أنه ليس له علاقة بفيلم مثل فيلم ريش، وهذا بالنسبة لي كان الشيء الأساسي.

كيف اخترت نجوم العمل؟ 

اختيار الفنانين يكون على حسب رؤيتي للأشخاص المناسبة لعملي من وجهة نظري كـسينمائي، ولهذا كنت أختار الممثلين بناءً على الانطباع.

تابع مواقعنا