الناقد حسين حمودة: نجيب سرور صاحب تجربة حافلة تستحق الدراسة والتأمل
تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر الكبير نجيب سرور، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 24 أكتوبر من عام 1978، بعد حياة حافلة بالإبداع والألم والنفي، انتهاء بدخول مستشفى الأمراض العقلية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: نجيب سرور صاحب تجربة حافلة ثقافية وإبداعية، أثارت ولا تزال تثير أسئلة كبيرة حول علاقة المثقف بالسلطات المتنوعة، وحول علاقة المبدع بذاته وبالعالم، وحول إمكانات التنقل من المبدع الواحد بين ألوان الإبداع المتعددة، وحول العلاقة بين الإبداع والسياسة بوجه عام.
وأضاف حمودة: الحياة القصيرة التي عاشها نجيب سرور شهدت نتاجه المعروف، الغزير نسبيا، في مجالات المسرح، والشعر، والدراسات النقدية، بالإضافة إلى نصه الذي شهر أكثر من غيره بسبب اقترابه من روح الصرخة الهجائية اللاذعة، وللأسف حجب إلى حدّ ما الاهتمام بأعماله الأخرى..
وأوضح مقرر لجنة السرد القصصي بالمجلس الأعلى للثقافة أن حياة نجيب سرور شهدت التجوال فيما بين الاهتمامات الإبداعية والثقافية المتباينة، موضحا: كان نجيب سرور يقول عن نفسه: أنا ينطبق عليّ المثل صاحب سبع صنايع والحظ ضايع.
وتابع حسين حمودة: كذلك شهدت هذه الحياة تقلبات كثيرة، عبر تجارب ووقائع وأماكن ومواقف كثيرة، يصعب أن تستوعبها حياة واحدة.. ما بالنا بحياة قصيرة قد عاشها؟!
أعمال شاهدة على فترة شائكة
وشدد حسين حمودة على أنه ربما تتوارى، مع مرور الزمن، العذابات التي كابدها نجيب سرور في حياته القصيرة، لتبقى أعماله، المسرحية والشعرية والنقدية، شاهدًا على فترة محتشدة بعلاقات شائكة وقوى متصارعة وضغوط من وجهات شتى، وفي القلب من هذه الأعمال سوف يبقى ما يستدعي النظر وإعادة النظر حول مساحات حرية الإبداع المتاحة وغير المتاحة، وحول سبل المقاومة الإبداعية، الممكنة وغير الممكنة، بما في ذلك السبل اليائسة والغاضبة، وحول مدى انخراط المبدع في وقائع عالمه المباشر.
وأكد: هذا كله حول ما انطلقت منه هذه الأعمال من اهتمامات، وحول ما طرحته من قضايا، وحول ما صاغته من قيم جمالية، ولهذا كله سوف تظل أعمال نجيب سرور تستحق الاستعادة، وتستحق الدراسة والتأمل.