الخنزير ليس الأول.. كيف نجح الأطباء في عمليات زراعة أعضاء الحيوانات؟
أثار مجموعة من الأطباء الأمريكيين، الجدل بعد نجاحهم في زراعة كلية خنزير في جسم إنسان، حيث ربطوا كلية خنزير وراقبوها جيدًا خلال العمل، وهذه خطوة صغيرة في السعي المستمر منذ عقود، لاستخدام أعضاء حيوانية في عمليات زرع مُنقذة للحياة.
وكانت الخنازير هي أحدث الأبحاث التي تُركز على مُعالجة نقص الأعضاء، لكن السكر الموجود في خلاياها يسبب رفضًا فوريًا للأعضاء.
وأكدت الصحيفة أن الكِلية المستخدمة، جاءت في هذه التجربة من حيوان مُعدّل جِينيًا، ومُصممًا للقضاء على هذا السكر، وتجنب هجوم الجهاز المناعي.
زراعة جلد خنزير لإنسان يعاني من الحروق
لم تكن تلك المرة الأولى التي يستعين فيها البشر بأعضاء حيوان الخنزير بالتحديد لزراعتها في أجساد الآخرين، حيث نجح خبراء من مستشفى ماساتشوستس الأمريكي في عام 2019، في إجراء أول عملية من نوعها لتغطية حروق جلدية، مستخدمين جلد خنزير مُعدل الجين.
واستخدم الأطباء حينها جلد خنزير مُعدل وراثيًا، وتمت إزالة جين منه لا يوجد في طبيعة الجسد البشري، حيث أن هذا التعديل يساعد في خفض احتمالية رفض مناعة الجسم للجلد الذي كان بحجم خمسة في خمسة سنتيمترات.
بعد أن أمضى المريض 5 أيام تحت الإشراف الطبي، لم يُسجل الباحثون أي مضاعفات صحية نتيجة التجربة، ثم تمت إزالة الجلد واستمر علاج مضاد الحروق، حيث كانت عملية الزرع جزء من تجربة سريرية، وفقا لوزارة الصحة الأمريكية.
طفلة تأخذ قلبًا من حيوان البابون
مر 31 عاما على قيام دكتور ليونارد بيلي، بزرع قلب قرد في طفلة رضيعة يُعرف باسم Baby Fae، حيث عاشت الطفلة بعدها لمدة 21 يومًا فقط، أي أطول بأسبوعين من أي شخص لديه قلب قرد من أي وقت مضى.
وفقًا لصحيفة تايم البريطانية، ولدت ستيفاني فاي بوكلير في بارستو بولاية كاليفورنيا قبل موعدها بثلاثة أسابيع، وهي مصابة بمتلازمة القلب الأيسر الناقص التنسج، وهو عيب قاتل يكون فيه الجانب الأيسر من القلب متخلفًا.
ورغم أنه كان متوقعا أن يعيش الأطفال المصابون بهذه الحالة لمدة أسبوعين تقريبًا، وتم منح والدة فاي خيار تركها تموت في المستشفى أو في المنزل، وكان لدى الدكتور بيلي خيار آخر.
وبينما قطعت جراحة الزرع شوطًا طويلًا منذ إجراء أول عملية زرع قلب بين الإنسان والإنسان في عام 1967، لم يكمل أحدا حتى الآن عملية زراعة قلب رضيع ناجحة، ويعود ذلك إلى قلة قلوب المتبرعين الرضع، حيث أمضى بيلي، جراح قلب الأطفال في المركز الطبي بجامعة لوما ليندا في كاليفورنيا، 7 سنوات في البحث عن عمليات زرع من أنواع أخرى.
قلب خنزير في جسم قرد بابون
نجح باحثون من دولة ألمانيا في زراعة قلب خنزير في جسم قرد بابون، وكان ذلك تجربة توضح إذا كان يمكن أن يتوافر علاج بعض المشكلات الصحية الخطيرة أم لا.
وبعد نجاح إجراء العملية الجراحية، تمكن القرد من أن يظل على قيد الحياة بقلب خنزير لمدة 195 يوما، وعليه تنبأ الباحثون بانبعاث آمالًا نتيجة ذلك الإنجاز الطبي.
وبعد نجاح هذه التجربة الذي وصفها العلماء حينها بالاختراق الطبي، يرى العلماء أن نقل الأعضاء الهامة مثل القلب من الحيوانات إلى الإنسان تتوقف على خطوة واحدة.
ورجّح كريستوف كنسوسالا، الباحث في الجمعية الألمانية لطب القلب، أن يتجاوز عدد مرضى القلب 8 ملايين شخص في الولايات المتحدة، وذلك بحلول عام 2030 المقبل، وسيواجهون زيادة فرص الوفاة نتيجة فشل القلب وقلة القلوب المتبرع بها.
واقترح الباحثون اللجوء إلى قلوب الخنازير المعدلة جينيًا، بعد نجاح نقلها إلى قرد البابون، والذي يُعد أقرب حيوان إلى البشر، كي تكون محاولة في خفض الأعداد على قوائم الانتظار الذين يبحثون عن قلب متبرع به.
