ردود أفعال عالمية وإقليمية متباينة.. كيف علقت المؤسسات الدولية على أحداث السودان؟
توالت ردود الأفعال العربية والإفريقية والدولية على الأحداث التي شهدتها دولة السودان الشقيقة منذ ساعات مبكرة في صباح اليوم الاثنين، عقب اعتقال القوات المسلحة برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني وعدد من القادة السياسيين ثم إعلان البرهان حل المجلس السيادي ومجلس الوزراء وإعلان حالة الطوارئ في البلاد.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أن القاهرة تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في جمهورية السودان الشقيقة، مؤكدًة أهمية تحقيق الاستقرار والأمن للشعب السوداني والحفاظ على مقدراته والتعامل مع التحديات الراهنة بالشكل الذي يضمن سلامة هذا البلد الشقيق.
وأكدت الخارجية في بيان لها اليوم الاثنين، أن أمن واستقرار السودان، جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة، كما شدد سامح شكري وزير الخارجية على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وذلك خلال اتصال هاتفي، تلقاه شكري اليوم الاثنين، من چيفري فلتمان المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي، تم خلاله تناول التطورات الأخيرة على المشهد السوداني.
فيما أعلنت الحكومة الإثيوبية، دعمها الكامل لاستكمال المرحلة الانتقالية وصولًا لتحقيق الديمقراطية في السودان، داعيًة إلى ضرورة عدم التدخل في الشئون الداخلية له، وذلك فقًا لما نقلته شبكة سكاي نيوز عربية.
وعلقت الصحف الإسرائيلية على التطورات الجارية في السودان، معربة عن اهتمامها الشديد بهذه الأحداث لانضمام الخرطوم من قبل اتفاقيات تطبيع العلاقات التي وقعتها دول عربية مع إسرائيل في 2020.
وذكرت جريدة جيروزاليم بوست الإسرائيلية اليوم الاثنين، أن ما يحدث في السودان مقلق لإسرائيل وقد يؤثر في مسار تطبيع العلاقات بينهما، مشيرة إلى أن الأخيرة في السودان يمكن أن تؤثر أيضًا على علاقات السودان مع إسرائيل، لأن السودان كان من الدول التي انضمت إلى مسار التطبيع.
ردود الأفعال العربية
قالت وزارة الخارجية السعودية، إن المملكة تتابع بقلق واهتمام بالغ الأحداث الجارية في جمهورية السودان الشقيقة، داعية إلى أهمية ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد.
ودعت وزارة الخارجية السعودية، في بيان اليوم الاثنين، إلى الحفاظ على كل ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية وكل ما يهدف إلى حماية وحدة الصف بين جميع المكونات السياسية في السودان.
كما أعربت الجامعة العربية، اليوم الاثنين، عن قلقها إزاء تطورات الأوضاع التي شهدها السودان، مطالبة الأطراف السودانية بالتقيد بالترتيبات الانتقالية الموقعة.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان له: يجب احترام جميع المقررات والاتفاقات المتوافق عليها بشأن الفترة الانتقالية بالسودان وصولًا إلى عقد الانتخابات في مواعيدها، مشددًا على ضرورة الامتناع عن أي إجراءات من شأنها تعطيل الفترة الانتقالية أو زعزعة الاستقرار في السودان.
من جانبها، دعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، جميع الأطراف السودانية إلى الالتزام بالوثيقة الدستورية وبما تم الاتفاق عليه بشأن الفترة الانتقالية، مشيرًة إلى أنها تتابع بانشغال تطورات الوضع في السودان.
فيما أكد الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن الحوار هو السبيل لتجاوز الخلافات تغليبًا للمصلحة العليا للشعب السوداني ولتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية الازدهار.
المنظمات الدولية
أدان أنطونيو جوتيريز، الأمين العام للأمم المتحدة، الانقلاب العسكري القائم حاليًا في السودان، وفقًا لوصفه، مشيرًا إلى ضرورة الإفراج الفوري عن عبد الله حمدوك وجميع المسئولين الرسميين المحتجزين، مؤكدا على ضرورة الاحترام الكامل للدستور من أجل حماية الانتقال السياسي الذي اكتسبته السودان بصعوبة شديدة، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ستقف مع الشعب السوداني.
من جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي، إدانته الكاملة لاحتجاز عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني والقادة المدنيين الآخرين الذين تم اعتقالهم على يد القوات المسلحة السودانية صباح اليوم، وذلك وفقًا لما نشرته اللجنة الإعلامية للاتحاد الأوروبي عبر صفحتها الرسمية بتويتر.
كما صرح جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بأنه يجب على السودان إطلاق سراح جميع القادة الذين تم اعتقالهم بصورة غير قانونية اليوم.
وأشار بوريل إلى أن إقدام الجيش السوداني على هذه الخطوة يُعد خيانة للثورة، وانتقال السلطات، فضلًا عن مطالب الشعب السوداني الشرعية بإرساء السلام والعدالة والتنمية الاقتصادية.
الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا
قال جيفري فيلتمان مبعوث واشنطن الخاص للقرن الإفريقي: تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ حيال التقارير عن سيطرة الجيش على الحكومة الانتقالية، مشيرا إلى أن ذلك يتعارض مع الإعلان الدستوري الذي يحدد إطار العملية الانتقالية وتطلعات الشعب السوداني للديمقراطية، وفقًا لما نشرته الصفحة الرسمية للخارجية الأمريكية على تويتر.
وأفادت الخارجية الأمريكية عبر حسبها الرسمي بتويتر: كما قلنا مرارًا وتكرارًا، فإن أي تغييرات في الحكومة الانتقالية بالقوة تُعرّض المساعدة الأمريكية للخطر.
من جانبها أصدرت الخارجية الروسية بيانًا رسميًا حول الأحداث الأخيرة في السودان، تشير فيه إلى أن الأحداث الأخيرة دليل على أزمة حادة في البلاد ونتيجة لسياسة فاشلة استمرت خلال العامين الماضيين.
كما أفادت روسيا وفقًا لبيان الخارجية الرسمي بأن النتيجة طبيعية للسياسة الفاشلة التي تم اتباعها خلال العامين الماضيين، كما قالت الخارجية الروسية: نحن على قناعة بأن السودانيين وحدهم يجب عليهم حل المشاكل الداخلية بشكل مستقل وتحديد التنمية السيادية لبلادهم، انطلاقا من المصالح الوطنية، وروسيا الاتحادية تواصل احترام اختيار الشعب السوداني الصديق وتقديم كل المساعدة اللازمة له.
فرنسا وبريطانيا وألمانيا
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، إن بلاده تُدين محاولة الانقلاب في السودان، معربًا عن دعم فرنسا الكامل للحكومة الانتقالية في السودان.
جاء ذلك عبر حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة تويتر، داعيًا إلى ضرورة إطلاق سراح عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني، والقادة المدنيين مع ضمان سلامتهم الكاملة.
قال روبرت فيرويذر المبعوث البريطاني للسودان، إن ما يجري يمثل خيانة للثورة والانتقال والشعب السوداني، معربًا عن قلقه إزاء اعتقال العسكريين لأعضاء في الحكومة، وذلك وفقًا لما نقلته العربية.
من جانبها أدانت ألمانيا ما تصفه بمحاولة الانقلاب في السودان، داعية إلى وقفها فورا، وفقًا لما نقلته العربية.
