أول روبوت فنان بالعالم بأيادٍ مصرية.. تفاصيل صناعة إنسان آلي رسام في بريطانيا
لا شيء يقف أمام قوة التكنولوجيا وسرعتها، ولن تتوقف عند الروبوت صوفيا، الذي كان حديث العالم قبل سنوات، بل تم اختراع إنسان آلي لأول مرة؛ فائق الواقعية، يقوم برسم اللوحات الفنية مُستخدمًا الذكاء الاصطناعي، ليكون أول روبوت فنان على مستوى العالم، ويُدعى أيدا.
صُممت الروبوت أيدا من قِبل مهندسين مصريين، بعدما عرض عليهما البريطاني إيدن ميلر، فكرته في تنفيذ روبوت يتمكن من الرسم البشري بطريقة واقعية.
روى المهندس صلاح الدين العبد، 24 عاما، خريج كلية الهندسة تخصص الميكاترونيكس والروبوتات، بجامعة ليدز بإنجلترا، أنه في البداية كان يعمل على مشروع تخرجه عام 2019 بفكرة تُشبه الروبوت أيدا، حيث كان يرغب في اختراع جهاز يشبه الطابعة، وهو ممسك بقلم، ويتمكن من التحرك في جميع الاتجاهات.
وأضاف العبد في تصريحات لـ القاهرة 24، أن البريطاني إيدن ميلر، تاجر اللوحات، كان لديه فكرة شبيهة لمشروع التخرج، لكن على هيئة امرأة، وحينما علم بالمشروع الذي يعمل عليه الطالب أجرى معه مقابلة كي يتشاركا معًا تنفيذ الفكرة.
وأضاف العبد أنه طُلب منه السير في مشروعه، وإضافة ذراعين يكون بهما نظام تحكم مطور حتى تتمكن من الرسم، ويتم تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بها.
وسرعان ما طلب صلاح من صديقه، المهندس زياد عباس، والذي كان يسعى إلى طرح مشروع تخرج آخر، أن يشاركه فكرته، وبعد إجراء مقابلة بين المخترعين الثلاثة، قرر الشابان البدء في تنفيذ الفكرة.
وأوضح العبد أن الإنسان الآلي واجه العديد من المشكلات التي دفعتهم إلى وقف التنفيذ، والعدول عن الفكرة مرارًا وتكرارًا، وكان أهمها؛ فكرة تقديمه للفن البشري، فكيف له أن يُقدم فنا متميزًا يشبه فن الإنسان وليس مجرد رسم عادي؟
وحينما بدأ تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، عاد مرة أخرى المهندسان المصريان إلى تنفيذ الفكرة مجددا، من خلال تصميم الأذرع الخاصة بالروبوت وتطويرها.
ولفت صلاح إلى أن ميلر، كان يعمل على تنفيذ جسم الروبوت بإحدى الشركات الكبرى في بريطانيا، بالإضافة إلى مساعدة كبار الأساتذة المتخصصين في علم اللغة من جامعة أكسفورد، حتى تتمكن الروبوت أيدا من التحدث مع الآخرين.
في السياق ذاته، أفاد المهندس زياد عباس، 23 عاما، خريج كلية الهندسة تخصص الميكاترونيكس والروبوتات، بجامعة ليدز بإنجلترا، أنه وصديقه، التقيا البريطاني ميلر، ووجدا أنه يريد فكرة أكبر بكثير من مشروع التخرج الذي كانا يسيران في تنفيذه.
وأضاف عباس في تصريحاته لـ القاهرة 24، أنهما بعد المشكلات والصعوبات التي واجهاها، كان إيدن ينتظر منا نتيجة واضحة لا يوجد بها أي خلل، وهي روبوت على شكل إنسان حقيقي يتمكن من الرسم البشري بشكل احترافي.
وأشار المهندس زياد، إلى أنه تم الانتهاء من العمل على الذراعين مع صديقه صلاح، ووضعا كاميرات بعيني الروبوت، حتى تتمكن من تصوير ما تراه من حولها، ثم تُخرجه في شكل رسمة.
وتابع: يوم تركيب الجسم مع نظام التحكم التكنولوجي، كان لا يُصدق، حيث جعلناها ترسم فنانة عالمية شهيرة دون تدخل منا، وتمكنت من الرسم بشكل ممتاز.
واستكمل زياد حديثه: الشعور حينها بنجاح الفكرة كان لا يوصف، بالأخص أن الفكرة كانت مرفوضة حتى من قبل الأساتذة بكليتهم، لأنها غير مسبوقة، ومحاولة تنفيذها كانت مجازفة كبيرة لنا.
وأكد عباس أنهما ما زالا يعملان على تطوير ذراع الروبوت أيدا، كي يستخدم تقنيات أكثر حداثة في الرسم فيما بعد، كما أنه فخور بما وصل إليه المشروع الأول من نوعه في العالم.
واختتم الشابان حديثهما: العلم لا نهاية له، وقوة وسرعة التكنولوجيا تزداد بصورة مرعبة.
