مخاوف من غرق الدلتا بعد تصريحات وزير الري.. وخبراء: دلتا مصر تهبط نحو 2 مللي في العام
أثار تصريح الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري والموارد المائية، على هامش أسبوع القاهرة الرابع للمياه، بأن أكثر من ثلث الدلتا معرض للغرق بسبب التغيرات المناخية؛ حالة من الجدل والخوف.
وأكد وزير الري، أن تأثيرات التغيرات المناخية، تُسبب تداخلا بين مياه البحر والمياه الجوفية، وتزيد من ملوحتها، موضحًا أن صندوق المناخ الأخضر منح مصر نحو 32 مليار دولار لمواجهتها، لافتًا إلى أنه ليس مبلغا كبيرا ، ولا يمكن وصفه بالقليل.
غرق ثلث الدلتا في هذه الحالة
قال الدكتور صابر عثمان، مدير إدارة التغيرات المناخية السابق بوزارة البيئة، إن هناك دراسات منذ عام 1997 تحذر من احتمالية غرق ثلث الدلتا في حالة ارتفاع سطح البحر مترا واحدا.
وأوضح عثمان في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أنه وفقًا للدراسات التي أجرتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، أكدت أن سطح البحر ارتفع نحو 20 سم حتى الآن، مشيرًا إلى أن دلتا مصر تهبط نحو 2 مللي في العام؛ مما يضاعف الأثر عليها.
مدير التغيرات المناخية السابق بوزارة البيئة، أكد أن مناطق عديدة على السواحل الشمالية يظهر بها نحرا لشواطئها، وأن علاج هذه الظاهرة؛ يكون بوضع الحكومة قوالب خرسانية على هذه الشواطئ لتخفيف أثرها، موضحًا أن هناك مشكلة أخرة تظهر وهي ملوحة التربة في بعض المدن الساحلية نتيجة لارتفاع الأمواج وتغلغلها بها.
وبحسب الدكتور صابر عثمان، فإن أراضي الدلتا المصرية تعد ذات خصوبة عالية، ومع ارتفاع الأمواج وتغلغلها في التربة تتعرض لمشكلة ملوحة الأرض وبالتالي تقل جودتها وإنتاجيتها.
ويعد الشريط الساحلي من مدينة الإسكندرية مرورًا بمدينة المنصورة الجديدة ودمياط ورأس البر وصولًا إلى بورسعيد هو الأكثر تعرضًا لخطر الغرق، حسب ما أكده عثمان، الذي أرجع ذلك إلى ذوبان الجليد والتغيرات المناخية العالمية التي يصعب التحكم فيها.
سيول وأمطار غزيرة
كشفت دراسة أجرتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية للتنبؤ بحالة الطقس ومتوسط درجات الحرارة في مصر حتى عام 2100، كيفية تأثر السواحل الشمالية بالتغيرات المناخية.
من جهتها، أوضحت الدكتورة إيمان شاكر، مديرة مركز الاستشعار من البُعد، بهيئة الأرصاد الجوية، أكثر المناطق في مصر تأثرت بظاهرة التغير المناخي العالمية، مشيرة إلى أن السواحل الشمالية هي الأكثر تأثرًا بتلك الظاهرة المناخية.
وقالت شاكر في تصريح خاص لـ القاهرة 24، إن ظواهر تأثر الدلتا والسواحل الشمالية بالتغيرات المناخية تتمثل في تعرضها لكميات غزيرة من الأمطار، وكذلك شهدت سيناء أمطارًا غزيرة وصلت إلى حد السيول في بعض السنوات.
وأكدت مديرة مركز الاستشعار من البُعد، أن نوبات الطقس الجامحة كما يُطلق عليها، زادت شدتها خلال العشرة سنوات القليلة الماضية فمثلًا تعرضت البلاد خلال تلك الفترة لكميات أمطار أكثر من السابق.
وأشارت إلى أن مدينة الإسكندرية كان لها النصيب الأكبر في الآثار السلبية بالتغيرات المناخية، حيث شهدت خلال الأعوام 2015 و2019 و2020 و2021 كميات غزيرة من الأمطار واستمرارها لأيام متواصلة لم تشهدها في السنوات السابقة عليها.
وأشارت الدكتورة إيمان شاكر إلى حالة 12 مارس عام 2020 التي تعتبر من أشد حالات عدم استقرار الحالة الجوية التي شهدتها مصر مقارنة بسيول عام 1994، وكل هذا بفعل التغيرات المناخية التي أثرت على مناخ البلاد بشكل كبير.