حلمه لقاء الرئيس وشيخ الأزهر.. شاب من ذوي الهمم كرمته وزيرة التضامن: والدي يحملني من 20 سنة
بجلبابه الأزهري ونظارته السوداء، محمولًا على أكتاف الأب، خطف الطالب أحمد محروس، الأنظار خلال تكريمه من قبل الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، يتكئ على كتف الوالد، عيناه على الدنيا وقدماه التي تسعفه على تحمل ظروفه الصحية، متوجًا بعمامته البيضاء، في وضع اعتاد عليه منذ 20 عامًا، حين ولادته.
«صورة معتادة منذ 20 عامًا.. والدي قدمي وعيني على الحياة».. بتلك الكلمات بدأ الطالب الأزهري حديثه مع القاهرة 24، قائلًا إن دور أبيه لا يقتصر فقط على الصورة التي التقطت لهما بمؤتمر تكافؤ الفرص التعليمية، ولاقت انتشارًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إنه يعاني من إعاقة حركية وبصرية، جعلت الأب يرافقه في جميع محطات ومشاوير حياته، بداية من المدرسة وحتى المستشفيات والجامعات، اعتاد على حمله أعلى أكتافه طوال 20 عامًا من عمره.
ويسرد الطالب الذي يسير نحو الـ 21 ربيعًا من عمره، تفاصيل الصورة التي عُرف بها، قائلًا إن مقدمة المؤتمر نادت اسمه مرتين ولم يتمكن من الوصول إلى المنصة لظروفه الصحية، ليأتي الأب ويحمله كما جرت العادة بينهما والتقطتها عدسات المصورين الصحفيين، مردفًا: الصورة لم نرتب لها وجاءت بعفوية وصورة معتادة من 20 عامًا.. يحملني من 20 عامًا، أبويا هو كل حاجة في حياتي، عوضي عن قدمي ورفيقي في كل مكان من المنزل إلى المستشفيات إلى جامعة، أنا كان ليا تكريم وربنا منحه تكريم تاني، مع العلم إنه لا يكفيه تكريم مقابل ما أسداه إليّ، ولكن ربنا خير مكرم، الصورة كانت دون أي ترتيب وبشكر كل الناس اللي تفاعلت مع الصورة وشيرتها شرف ليا وادتني حافز أكمل.
تكريم طالب الفرقة الثالثة بكلية أصول دين بجامعة الأزهر الشريف، من وزيرة التضامن الاجتماعي، جاء تكليلًا لمشوار طويل مكبل بالعقبات استطاع بالرغم منها تخطي المراحل التعليمية الشاقة، لولادته بإعاقة بصرية ومرض العظم الزجاجي، ليكون واحدًا من الطلاب الفائقين بكلية أصول دين، يتكئ فيها على أبيه أو شقيقه، رفقاء المشوار الطويل.
قدمت وزيرة التضامن الاجتماعي، جهاز لاب توب ناطق، للطالب، ويحلم بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يرى فيه قدوته، متابعًا: أحلم بمقابلة الرئيس والشيخ الطيب، وأن أحصل على الماجيستير والدكتوراه بكلية أصول الدين.
وناشد أحمد محروس وزيرة التضامن الاجتماعي، توفير وسيلة مواصلات له لحل عبء الطريق من منزله بأطفيح في الجيزة وحتى جامعة الأزهر في مشوار طويل يأخذ نحو 3 ساعات يوميًا، أو توفير سكن له بالقرب من الجامعة، مردفًا: بواجه صعوبة شديدة جدا في المشوار الشبه يومي للكلية، أحتاج وسيلة مواصلات أو توفير سكن قريب من الجامعة.
ويختتم حديثه متوجهًا بالشكر إلى وزيرة التضامن الاجتماعي، قائلًا: بشكر وزيرة التضامن على احتوائها لنا، هي أم لجميع المصريين بشكل عام ولذوي الهمم بشكل خاص قدمت لنا كل الدعم، كل الشكر والتقدير لها.. تواضع وإنسانية واحترام تستحق كل حاجة حلوة.