الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كلمة أنثى مهينة.. رأي نوال السعداوي في الزواج والطبقية في النظام الأسري

نوال السعداوي
ثقافة
نوال السعداوي
الأربعاء 27/أكتوبر/2021 - 05:27 م

ورثتُ عن جدتي الفلاحة الأميّة إرادتها الحديدية.. نوال السعداوي المفكرة الكبيرة، التي تحل علينا اليوم ذكرى ميلادها الموافق 27 أكتوبر  من العام 1931، عرفت بآرائها الصادمة للمجتمع، والتي نالت بسببها الكثير من الهجوم والعداوات مع قطاعات عريضة من المجتمع، ونالت أيضا التقدير والتبجيل من الكثيرين.

كان أبي يقول لي دائما، إذا فشلتِ في المدرسة، سوف أبقيك في المنزل وأزوجك، وكان هذا الكلام يخيفني، وبسبب هذا كنت دومًا الأولى.. من اللحظات الأولى التي صارت فيها نوال السعداوي تتفكر وتسأل، وهي مثيرة للجدل، تحكي في حوار لها مع الإعلامي مفيد فوزي أنها منذ الطفولة وهي متشككة في كل شيء، ومتأملة في الحياة، حتى أنها سألت والدها من خلق النجوم؟ فيقول لها ربنا، فتعقب هي: ومن خلق ربنا؟.

تخصصت السعداوي في مجال الطب البشري، وتحديدا جراحة الصدر، لكنها تحولت إلى الطب النفسي بعد ذلك، بسبب أنها شعرت بخطورة الجراحة، وكرهها للعمل بهذا المجال، ولأنها شعرت كما تقول أنها أرادت أن تشرح النفس البشرية، كما شرحت الجسم، وأيضا كان قد تولد لديها شعور راسخ بعلاقة قوية بين الكتابة وفهم النفس البشرية، ورأت بأن الطب النفسي يخدم الأدب، والأدب يخدم الطب النفسي. 

ومن آراء نوال السعداوي المثيرة للجدل أيضًا، رأيها في أن الزواج بالنسبة إليها مؤسسة لا تتناسب مع المرأة الصادقة التلقائية البسيطة، حيث رأت بأن الزواج مؤسسة اقتصادية اجتماعية سياسية فاسدة، والنجاح بين الزوج وزوجته يعتمد على الكذب المتواصل، وتقول بأنك كي تستمر في الزواج، يجب أن تكذب كل يوم، وحينما تصدق، يحدث الطلاق، كما أنها ضد المهر حيث تعتبر أن الزواج الذي يقوم على المال مثل البغاء، ولا فرق هنا بين المرأة العفيفة وبين البغي، كلاهما يأتي مقابل الثمن المادي، وتقول: رجل يدفع الأموال لامرأة، هذا يعد بغاء، وأنا أرفض ذلك.

المساواة والنظام الطبقي في الأسرة لدى نوال السعداوي

المساواة بين الجنسين في كل حق وواجب، هي قضية السعداوي الكبيرة، والتي بذلت فيها معظم سنوات عمرها في المجال الأدبي، حيث ناقشت في أعمالها ومقالتها، جميع الفروق بين المرأة والرجل والتي يعتمدها المجتمع للتمييز بين الجنسين، فبحثت في الجوانب التاريخية، والبيولوجية، والنفسية، وبحثت عن العوامل المجتمعية التي تتغير بين مجتمع وآخر في نفس العصر.

ترى السعداوي أن كلمة أنثى كلمة مهينة، وعنصرية، ومن باب الكيل بمكيالين، وترى أن النظام الأبوي المعتمد في مجتمعنا، هو شكل من أشكال العبودية، حيث ينقسم المجتمع معه إلى سادة وعبيد، رجال ونساء، أخلاق وأخلاق أخرى، للأسياد أخلاق تختلف عن أخلاق العبيد، كذلك الحال بين الرجل والمرأة، وتقول بأن مفهوم الشرف يتعلق بشكل حتمي بسلوك المرأة، بينما هذا لا ينطبق على الرجل، وتلك الازدواجية خطيرة جدًا.

لم ترى السعداوي النظام الأبوي وطبقيتّه في مجتمعاتنا وحسب، بل تراه في الغرب، وفي أكثر الدول تقدمًا في العالم، وتستنتج بأن النظام الأبوي، يستلهم طبقيته من النظام الرأسمالي الذي نحيا فيه، ونحاول بكل جهدنا التخلص منه.

تابع مواقعنا