رفض حد الردة ودافع عن المرأة.. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر التنويري
تحل اليوم الخميس، ذكرى ميلاد أحد أكثر الشخصيات الإسلامية المؤثرة في العصر الحديث، شيخ الجامع الأزهر السابق، الشيخ محمد سيد طنطاوي، المولود في 28 أكتوبر من العام 1928.
ولد الإمام طنطاوي بإحدى قرى سوهاج، وظل يتلقى تعليمه في قريته، حتى التحق بالمعهد الديني في الإسكندرية عام 1944، ومنها إلى كلية أصول الدين، التابعة إلى جامعة الأزهر، والتي تخرج منها عام 1958، وحصل على الدكتوراه في التفسير، عام 1966.
يعد طنطاوي من الأئمة المجددين في ذلك العصر، وكانت له آراؤه الكثيرة المختلفة، والتي تتماشى مع طبيعة العصر الحالي، الذي يستدعي في كثير من الأحيان، نظرة مختلفة، للعديد من الأمور الشرعية، كما كان يؤمن بالتنوير، الذي ينتشل الناس شيئا فشيئا من التفكير السلفي المسيطر على عقول العامة، ممن لا يستطيعون التفرقة بين الصالح، وبين ما لا يصلح.
رأى الإمام، أن الإسلام دين التسامح، لا دين الرجعية والبربرية والشر، وعارض فكرة حد الردة، وقال بأنه لا حق لأحد في ذلك، وأن كلام المتشددين من السخف.
محمد سيد طنطاوي
وكان رأي طنطاوي من بعض القضايا التي شغلت الرأي العام، مغايرًا لما تصدر المشهد، حيث رأى أن نصر حامد أبو زيد مفكرًا حرًا، وله أن يبحث بشكل علمي في إطار تخصصه، وأن حكم المحكمة عليه بالتفريق بينه وبين زوجته، حكم عديم الفائدة، ولا يعتد به شرعا.
رأى أيضًا طنطاوي بيان بعض علماء الأزهر، الذي تم إصداره قبيل مقتل فرج فودة بأيام، والذي أباح دم الرجل، جريمة ولا يمت للإسلام بصلة، وقال في حوار له معقبا على ذلك، بأن الإسلام والقتل ضدان، لا يجتمعان، ومن لا يؤمن بذلك، فهو الذي يخالف الإسلام.
ومن الأراء التي خالفت السائد أيضًا، رأيه في ختان الإناث، حيث يعد الإمام سيد طنطاوي، من أوائل من جرم تلك العادة، وقال بأنها عادة موروثة ولا تمت للشريعة بأي صلة، وإن استندوا فاعلوها إلى فتوة قديمة خرجت من الأزهر، فهذا يعني أن مستخدموها من الجهلاء، ورأى بأن الختان ما هو إلا تشويه للإسلام.
عارضت أفكار طنطاوي أيضا، إجبار المرأة على لزوم بيتها، وارتدائها النقاب، وكان يصرح بأن الرجل كما له حقوق، فالمرأة تتساوى معه فيها، والنقاب لم يكن أبدا حسب قوله زيا دينيا، فوجه المرأة ليس بعورة حتى يتوجب سترها، وتعليم المرأة وعملها لم يحرم في الإسلام حتى يتم منعها.