الاستثمار في البشر.. كيف تنفذ الداخلية فلسفتها العقابية الجديدة داخل مركز الإصلاح والتأهيل؟ | فيديو
لا جلسة أو لقاء أو محادثة تخلو من حديث مركز الإصلاح والتأهيل في وادي النطرون، الذي افتتحته وزارة الداخلية الخميس الماضي، بحضور عددا من البعثات الدبلوماسية وممثلي المنظمات الحقوقية ولجان حقوق الإنسان بمجلسي النواب والشيوخ، ومراسلين أجانب وإعلاميين.
وسط حالة من الانبهار عن مبنى مركز الإصلاح والتأهيل الضخم والإنشاءات المطورة، والحلم الذي أصبح حقيقة على أرض وادي النطرون مازالت الأسرار والكواليس داخل المبنى الضخم وأقسامه قيد البحث والتحقيق.
الاستثمار في البشر.. فلسفة جديدة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسمة الجمهورية الجديدة التي أيقنت مؤسسات الدولة وفي القلب منها وزارة الداخلية عازمة على تطوير الشكل والمضمون، وليس الاستثمار في الحجر فقط بل يجب أولًا بناء الانسان حتى تستقيم الأمور، لذا كان التفكير في إنشاء وتنفيذ مركز الإصلاح والتأهيل خلال 10 شهور فقط، وكذلك تغيير المسمى من سجن إلى مركز إصلاح وتأهيل لترسيخ مفهوم التهذيب والإصلاح ثم التأهيل لدمج النزلاء للانخراط في المجتمع فيما بعد قضاء فترة العقوبة.
فلسفة عقابية جديدة، وتحويل فترة العقوبة إلى فترة تدريب مهني على كافة الحرف اليدوية والفنون، ومحو الأمية، بل تطور الأمر إلى بروتوكلات تعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على إنشاء مدارس فنية وحصول النزلاء الطلاب على شهادات دراسية في التعليم الزراعي والصناعي والمهني.
ليس هذا فحسب بل امتد الأمر إلى حصول النزيل على راتب شهري، ومقابل جراء عمله، وله الحرية في صرفه أو ادخاره لفترة ما بعد قضاء العقوبة.
على الطراز الحديث المتطور، يعد مركز الإصلاح والتأهيل نقلة نوعية في مصر وبل فاق كل سجون ومراكز العالم من حيث حماية وصيانة حقوق إنسان جميع المواطنين، وجاء المركز تعبيرا وتأكيدا على الاستراتيجية الوطنية الكاملة لحقوق الإنسان.
مجمع السجون والتأهيل والإصلاح الجديد يضم ثمانية سجون في منطقة وادي النطرون، فضلًا عن حركة وإعاشة ورعاية صحية ورعاية إنسانية وثقافية وإصلاحية ومسجد وكنيسة ومستشفى وأماكن تريض ومنطقة تأهيل وإنتاج ومناطق زراعات مفتوحة وصوب زراعية وثروة حيوانية وداجنة ومصانع وورش تدريب مهني.
كواليس إنشاء أكبر مجمع للإصلاح والتأهيل في وادي النطرون، وأموال الإنفاق على تدشين وإنشاء المجمع ومبانيه، تكلفة البناء والتشطيب كانت ضخمة وجاءت مصادر تمويل بناء المركز من حصيلة بيع عدد من أماكن ومقرات السجون القديمة والتي تم نقلها إلى المجمع الجديد وعددا 12 سجنا بواقع 25 % من إجمالي نسبة السجون في مصر.
مجمع الإصلاح والتأهيل
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الداخلية، افتتاح مركز الإصلاح والتأهيل بوادي النطرون، والذي يعد الأكبر على مستوى العالم، بما يعكس اهتمام وزارة الداخلية باحترام حقوق الإنسان باعتبارها ضرورة من ضرورات العمل الأمني، والاهتمام بأماكن الاحتجاز وتطويرها كأحد الأولويات الجوهرية لمنظومة التنفيذ العقابي، وفقا لثوابت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا.
نظمت وزارة الداخلية، جولة تفقدية بمركز الإصلاح والتأهيل وادي النطرون التابع لقطاع الحماية المجتمعية بالوزارة، بحضور عدد من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، وممثلي المجالس الحقوقية ولجان حقوق الإنسان بمجلسي النواب والشيوخ وعدد من الإعلاميين ومراسلي الوكالات الأجنبية، والذي تم تشييده في مدة لا تتجاوز 10 أشهر.