افتتاح الأوبرا الخديوية وحكاية عايدة الأسطورية
دار الأوبرا الخديوية، الأوبرا الأولى في الشرق الأوسط، والتي بنيت بأمر من الخديوي إسماعيل، بمناسبة افتتاح قناة السويس، وقد صممت على الطراز الإيطالي، وكانت تسع لـ 850 فردا، وتم افتتاحها رسميا في مثل هذا اليوم 1 نوفمبر من العام 1869.
كان من المفترض أن تعزف في حفل الافتتاح الأوبرا الشهيرة التي كتبها فيردي، عايدة، والتي كلفه بها الخديوي إسماعيل، من أجل هذه المناسبة، لكن لم يستطع فيردي أن ينهيها في الموعد المحدد، لذا مر الافتتاح الرسمي دون أن تعزف عايدة، وبدلا من ذلك، تم عزف ريغوليتو لـ فيردي، في الافتتاح.
عزفت عايدة للمرة الأولى أمام الجمهور في عام 1871، وقد مثل حدث افتتاحها، مظهرا فنيا عالمي، حيث أوفدت الصحف العالمية الكبير المراسلين من شتى أنحاء العالم، ليتابعوا هذا الحدث الفريد، الذي توقع الكثيرين بأنه لن يقل في فخامته عن حدث افتتاح القناة، الذي ظل حديث العالم لعقود، وصنفت عايدة من قبل الكثير من النقاد، كأهم أوبرا إيطالية، وأشهر الأوبرات جماهيرية.
قام الخديوي إسماعيل وقتها باستدعاء أشهر مغنيين الأوبرا العالميين، وأشهر الممثلين والمخرجين، وأعطاهم أجورا، كانت الأعلى في العالم وقتها، حيث لم يتقاضى أحد مثل ما تقاضوا عن هذا الحفل.
صنعت الملابس التي ارتداها الممثلون في باريس، وصممت المناظر هناك أيضا، وارتدت البطلة امنريس، الشخصية الثانية في الاوبرا، إكليلا من الذهب النقي، وتم تصميم أسلحة رادميس، من الفضة الخالصة، وكان حفلا أسطوريا بكل معان الكلمة.
الافتتاح الأسطوري لعايدة.. تجهيزات معجزة
تدربت الفرقة عدة مرات، قبل العرض العالمي، وأشرف على البروفات ميريت باشا، الذي كتب القصة، وكانت البروفة النهائية في يوم 23 ديسمبر 1871، وفي اليوم التالي تم حفل الافتتاح، وارتدى الحاضرون الذين كان معظمهم من القادة، والشخصيات الهامة، ملابس فخمة كالتي ارتداها الممثلون، وحضر الخديوي إسماعيل هذا الافتتاح، وحكت الصحف العالمية وقتها الأحداث بانبهار كبير.
حاولت دور الأوبرا العالمية في ذلك الوقت محاكاة ما فعلته الأوبرا المصرية، عندما أرادوا تنفيذ عايدة، لكن صعب عليهم الأمر، ولم يكن في مقدرتهم المادية تنفيذ ما تم إلا في أضيق الحدود، وكانت أولى العروض الأوروبية لها، في تياترو الاسكالا بميلانو، تحت إشراف فيردي نفسه، ثم بعد ذلك عرضت في أمريكا، عام 1873، وبعد ذلك لندن وباريس.