فينشينسو بيليني.. لماذا اعتقد رائد الأوبرا الإيطالية وجود مؤامرات ضده؟
فينشينسو بيليني، أحد رواد الموسيقى الإيطالية في القرن التاسع عشر، والذي ساهم بأعماله في النهوض بفن الأوبرا الإيطالي، الذي يحل اليوم ذكرى ميلاده التي توافق 3 نوفمبر من العام 1801.
ظهر بيليني في فترة لحقت عصر انحطاط موسيقي في إيطاليا، وعاصر العديد من الموسيقيين الذين ساهموا في أن تعود الأوبرا الإيطالية إلى مسارها الصحيح، ومنهم دونيزيتي، وروسيني، وفيردي وغيرهم من رواد هذا الفن.
على الرغم من شهرة الإثنين، إلا أنه حدثت العديد من المناوشات بين بيليني ودونيزيتي، وحملا الضغائن والحقد لبعضهما، وكان اللقاء الأول الذي جمعهما في عام 1822، وكان بيليني طالبا في الكونسرفتوار، ولم يكن اسمه لمع في عالم الموسيقى بعد، لكن تنبأ له دونيزيتي بمستقبل كبير في هذا الفن.
من المواقف التي حدثت بين الإثنين، حينما اتفق بيليني مع المسرح الإيطالي على تأليف أوبرا جديدة، والتقى وقتها مع كاتب النص كارلو بيبولي، وذلك عام 1834، وتم الاتفاق على اسم الأوبرا والممثلين الرئيسيين للعمل، وكان وقتها دونيزيتي يعد أوبرا جديدة هو الآخر للمسرح الإيطالي، ويتعاون مع نفس المؤلف، مما جعل بيليني يشعر بأن هناك مؤامرة متعمدة، تظهر أن نجاحه لن يتخطى نجاح دونيزيتي.
ظل بيليني يعمل على تلك الأوبرا جاهدا معتقدا بأن هناك مؤامرة، وتم افتتاح الأوبرا التي أتت بعنوان البيورتان، في 1835، وكان دونيزيتي شهد الافتتاح، وكتب لشاعر صديقه يقول عنه، كان بيليني موفقا، رغم أن نص الأوبرا كان متوسط الجودة، لقد عرضت تلك الأوبرا أربع مرات، وستعرض لآخر الشهر، وانا لا استحق نجاح مماثل لما حققته، وإن كنت أتطلع لإدخال حالة من البهجة والسرور على المشاهدين.
دونيزيتي يؤلف قداسًا لتأبين بيليني
لم يكن بيليني على نفس القدر من التسامح، وعندما عرضت إحدى أعمال دونيزيتي، كتب خطابا إلى عمه، يقول له أنه حضر العرض مع روسيني، ورحب الجمهور بالعرض وظل يصفق قبل البداية، لدرجة أنني ضحكت بهوس شديد، لأنني توقعت في نفسي بأن العرض لن يستمر كل هذه المدة على المسرح.
بعد وفاة بيليني، قاد دونيزيتي الأوركسترا التي عزفت خلال التأبين، وألف قداسا خاص لروح بيليني، وهذا يوضح أن تلك المناوشات كانت في إطار الفن فقط، وأن دونيزيتي أيضا كان يترفع عن الدخول فيها بشكل أكبر من بيليني، الذي دائما ما رأى أن هناك مؤامرة تحاك ضده من روسيني ودونيزيتي.
