فنانة المدرسة.. حكاية منة أصغر رسامة في الشرقية
فتاة يافعة ربما تظنها أكبر من عمرها بكثير حين ترى صنيع أناملها وبراعة اللوحات التي ترسمها، لكنها بالكاد أتمت ربيعها السابع عشر، تحمل بين أضلعها طموح لا ينضب معينه وشوق ولهفة لكتابة اسمها يومًا في صفحات التاريخ؛ ولما لا وهي صاحبة الموهبة التي عكفت على تنميتها منذ لوحتها الأولى وحصة الرسم الأولى في مدرسة المرحلة الابتدائية، حتى باتت واحدة ممن يُشار لهن بالبنان وأطلق عليها أساتذتها قبل زميلاتها بمراحل التعليم المختلفة لقب فنانة المدرسة.
منة موسى، اسم لـ موهبة مصرية وفنية شابة، من بنت مركز صان الحجر الواقع بأقصى شرق محافظة الشرقية، لا ولم تمنعها دراستها يومًا من موهبتها وتعلقها بالرسم، وجنبًا إلى جنب، تسير دراستها بخطواتٍ جيدة، لكن يعرف الامتياز طريقه يومًا بعد الآخر لدرب هوايتها وموهبتها، واسمها الذي يكبر يومًا تلو الآخر في مجال الفن وهواية الرسم وحب التعبير بالألوان.
الفساتين وحصة الرسم
لم تكُن يومًا أزياء تعشقها الفتاة بقدر ما كانت الشيء البارز في رسوماتها وصنيع أناملها حين بدأت بالكاد تمسك قلمًا لتبدأ دراستها بالمرحلة الابتدائية، ومن حينها تعلقت بالرسم والفساتين والعيونٍ على صعيد ينافس فيه كل أمرٍ الآخر ويتفوق عليه حبًا في كثير من الأحيان، لكن جاءت حصة الرسم لتُمهد الطريق نحو غدٍ أفضل ومستقبل قد يحمل للفتاة ما تتمنى يومًا؛ إذ التقطتها أعين أستاذتها بمادة الرسم بالمرحلة الابتدائية لتغير وجهته وتدفع بـ فؤادها نحو تعلق أكثر وأكثر بموهبتها وضرورة تنميتها.
رؤية أستاذة الرسم لم تكُن الوحيدة، فجميع من في المدرسة آنذاك أثنى على موهبة منة حتى أُطلق عليها لقب فنانة المدرسة، ومن وقتها وهي الفنانة الكبيرة بلوحاتها الصغيرة بعمرها وبراءة ملامحها.
القلم الرصاص وزويل
سردت منة لـ القاهرة 24، كيف نمت موهبتها، وأنها باتت تستخدم جميع الخامات في الرسم بوجهٍ عام، لكنها لا تزل تُفضل الرسم بـ الرصاص والفحم والألوان المائية والسوفت باستيل، وسط دعم كبير من جانب أسرتها وأصدقائها، في إشارة منها إلى مشاركتها بأكثر من 50 لوحة خلال معرض المدرسة، لكن تبقى اللوحات الأقرب لقلب الفتاة اليافعة تلك التي رسمتها بالقلم الرصاص للعالم الراحل الدكتور أحمد زويل.
صبر وتأمل
مدرسة لـ تعلم الصبر والتأمل.. هكذا وُصفت الفتاة صاحبة الأعوام السبعة عشر ولخصت ما تعرفه وتراه بشأن الرسم بوجهٍ عام، قبل أن تؤكد على أنها تصادف أشخاصًا تراهم في الطرق والمواصلات، قد تُلهما تجاعيد وجوههم كي ترسم تلك التفاصيل وتطبعها من ذهنها على لوحات أغلبها بالأقلام الرصاص، قبل ان تختتم الحديث بـ رسالة بعثتها لكل من يرغب في تعلم الرسم أو تنمية موهبته بألا يرتكن إلى اليأس، وأن يبحث دومًا عن تنمية تلك الموهبة بأي طريقةٍ كانت، حتى وإن اضطرته الظروف للاستعانة بالتطبيقات والمواقع المختلفة لتعلم الرسم عبر الإنترنت.