الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صبري فواز: فؤاد حداد النموذج الأمثل للشعر.. وصدر لي ديوان وأحضر لآخر جديد قريبًا

صبري فواز
ثقافة
صبري فواز
السبت 06/نوفمبر/2021 - 07:53 م

فؤاد حداد، والد الشعراء، وشاعر العامية المثال، صاحب الطفرة الكبيرة، والبصمة، والريادة، فيلسوف العامية، والصوفي الذي سكن كلامه في قلوب المصريين، حتى من لا يعرفه منهم، فبدون أن يقصد، أو يعرف، تحتفظ ذاكرته بأبيات عديدة له، هو المشروع المتكامل، وجسر اتصال بين الأجيال المختلفة.

نمر في تلك الأيام، بذكرى رحيله، والتي توافق 1 نوفمبر من العام 1985، طرحنا معكم في القاهرة 24 العديد من الزوايا المختلفة من حياة الشاعر الكبير، واستكمالًا لما بدأناه، أجرينا حديثًا مع الفنان الكبير صبري فواز حول فؤاد حداد، أو متنبي العامية المصرية - كما وصفه فواز - تناولنا فيه العديد من الأمور التي تتعلق بفؤاد حداد، وما يمثله هذا الشاعر لنا وله، وإليكم، نص الحوار:

فؤاد حداد

- وصفته بأنه يُملّى الشعر وأنه سيّد الكلام، فما الذي يمثله فؤاد حداد لصبري فواز؟

في الحقيقة الكلام عن فؤاد حداد، أمر محيّر، أحيانًا لا تجد كلمات لتقولها، وأحيانًا أخرى تتحدث عنه لعام كامل، لكن أقول، فؤاد حداد يمثل لي الكثير، فؤاد حداد المرجع، والإمام، والنموذج الأمثل للشعر، فؤاد حداد روح مصر المكتوبة شعرًا، وهو الإنسانية في مطلقها، والقدرة التامة للسيطرة على الكلمات والصور. 

- عندما تُلقي شعر حداد، أشعر بك تتماهى معه، تتآلف، وتؤخَذ مع الكلمات، لماذا؟

فؤاد حداد لديه غزارة إنتاج غير طبيعية، وفي العادة غزارة الإنتاج تأتي مصاحبة لقلة الجودة في الأعمال، لكن مع حداد، رغم كل تلك الغزارة في إنتاجه، كل ما كتبه كان مبهرًا، وذلك يضعه في مكانة مختلفة عن كل من قرأنا لهم في الحياة، ويكمن سحره، في أنه قريبًا للغاية، ومفاجئ، أريد أن أشبهه باللاعب الفذ، الذي يمتع نظرك بمراوغاته في الملعب، ويصيبك بالدهشة، وفؤاد حداد يفعل هذا بكثرة وكثافة، فحينما يقول: أنا الأديب وأبو الأدباء.. واسمي بإذن الله خالد.. وشعري مفرود الرقبة.. زي الألف ورقم واحد.. والساعة ستة في العتبة، ما هذه العين التي ترى ما لا نراه! يفاجئك أنه يحدثك عن أشياء بجوارك، تراها كل يوم، ولا تراها كما رآها هو، أتعامل دائمًا مع أشعاره بأنها حكم، كمثل المتنبي في شعر الفصحى، وكثيرًا ما استرشد بكلماته في حياتي.

- أعلم أنك قارئ جيد للشعر، وتتابع باهتمام الأجيال الجديدة، فهل لدينا فؤاد حداد جديد؟

مصر مليئة بالشعراء، وعلى مر تاريخها وشعراء مصر مميزين، وفي تلك الأيام أرى أن هناك العديد من المواهب الكبيرة في الشعر من أجيال الشباب، أتذكر منهم، وهم كُثر، محمد مرعي، ومصطفى إبراهيم، وأحمد الطحان، والطحان خاصة أرى أنه يمكن أن يكون هو إجابة سؤالك، هو كما وصفته يسير في طريق فؤاد حداد. 

صبري فواز: لي ديوان مطبوع.. وأحضر لآخر جديد قريبًا

- كيف ترى أشعار فؤاد حداد؟

في نظري، تستطيع قراءة فؤاد حداد بشكل عادي، وأن تأخذ الكلام على معناه الواضح على الورق، وتنتشي به، لكن حداد لديه قراءات أخرى، لديه الكثير من الطبقات المتعددة في شعره، لديه عالم آخر أكثر عمقًا وأكثر براحًا، خلف تلك الكلمات، فحينما قال: منين يا عم إبراهيم؟.. قال لي أنا من الطير.. يا ميت صباح النعيم.. ويا ميت صباح الخير.. ما أحلى الشقا لما أشقى.. بقلب أعقل وأشقى.. من العقول الشقيّة.. أعدل جناح الطاقية.. وافتح عراوي الصديري.. لسه في حياتي بقيّة.. تسأل عيوني اللي عاشقه.. الطير مزاج ولا نشأه؟.. ولا الغرام اللي جابني.. والجو صاحي عجبني.. أقول لك الحق يا ابني.. كلنا من الطير، ما هذه النظرة العظيمة والعميقة والفلسفية، يأخذك في سحره، وإن خفَت عليك بعض معاني الجمل، ترتشف رحيقها كاملًا، وفي عمله الرائع، صلينا الفجر فين، المليء بالصور الصوفية البديعة، يقول: وبدمعي فهو عيني.. وبريش من جناح.. نورت القبلتين للطير المهتدي، منتهى الصفاء والتحليق، والذوبان في المعبود.

- هل يكتب صبري فواز الشعر؟

نعم، أكتب الشعر، ولي ديوان، أصدرت منه طبعتين، ونعمل على طبعة جديدة قريبًا، وأحضر ديواني الجديد أيضًا، لكن أمامي بعض الوقت، وسأرسله للطبع.

- رغم ما يتمتع به فؤاد حداد من مكانة شعرية لا خلاف عليها، هل ترى أنه مظلوم إعلاميًا؟

فؤاد حداد حاضر بشعره لدى الجميع، حتى الناس العاديين، من لا يعرف كلام حداد في المسحراتي؟ وفكرة عدم حضوره الطاغي في الإعلام، هذا تقصير كبير من الإعلام، وذلك لأنهم يلهثون دائمًا وراء الأمور الصارخة، ويتركون الذهب الأصلي.

- ماذا تنتقي لنا من أشعار فؤاد حداد؟

أنتقي من أشعار فؤاد حداد، أنه أمر شاق، لكني أفضل قصيدة موال الموالين، دُرة التاج لدى مولانا الإمام حداد، وأخذت مني يومًا كاملا في تصويرها، لأنها طويلة جدًا، لكن بداخلها كل شعر الوجود.

تابع مواقعنا