على طريقة علي سبايسي.. ممرض يُغني للمرضى ويحلم بالشهرة
بين الحين والآخر يُطل علينا من يرى في نفسه الموهبة لكنه يفتقر إلى الشهرة والنافذة التي تُساعد تلك الموهبة في الثقل وفرض نفسها أو العكس، وآخر هؤلاء الشاب أحمد يوسف، الذي أتم ربيعه الرابع بعد الثلاثين، ابن قرية العزبة الحمرة، التابعة لمركز ومدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، والذي تدرج في سلم الحياة حتى وصل إلى عمله الحالي ممرضًا، لكنه لم يتخلى عن موهبته التي يحلم أن تقوده إلى المجد يومًا، وبين الحين والآخر يُغني للمرضى ويُطرب آذانهم، حتى شبهه الكثيرون بـ علي سبايسي، على شاكلة ما جرى من أحداث في الفيلم الشهير للمطرب الشعبي حكيم.
سرد أحمد يوسف لـ القاهرة 24، تفاصيل حياته وبدايته، لافتًا إلى أنه من أسرة متوسطة الحال، نشأ وتربى في كنف والده المزارع البسيط ووالدته ربة المنزل، التي لا ترجو من الدنيا سوى الستر وسلامة أبنائها، لكن الفتى بدأ العمل صغيرًا وعرف العمل في الحقل مع والده وأخذ يُساعده منذ نعومة أظافره بالتزامن مع مشوار الدراسة، حتى حصوله على شهادة دبلوم الزراعة الفني، وبعدها عمل عدة أعمال كحال أبناء الطبقة المتوسطة، في رحلة بدأها عتالًا، ثم مساعد سائق نقل ثقيل لمدة 8 سنوات؛ لأجل المساعدة في مصروفات المنزل.
سنوات عمل وصبا الفتى، كانت شاهدة على جلجلة صوته بـ الأغاني بين الحين والآخر، وبعدها بدأت قصة الحب والزواج والعمل كـ ممرض معًا، حالها كحال قصص السينما العربية؛ إذ تعرض الشاب ذات يوم لـ مرض شديد وأثناء زيارته عيادة أحد الأطباء لتلقي العلاج، تعرف على زوجته ذات صلة القرابة بالطبيب المعالج، وكُللت القصة بالزواج والعمل كـ ممرض لدى الطبيب المعالج، وأنجب منها ثلاثة أطفال (هايدي – فارس – محمد)، وورث أوسطهما موهبة الغناء والإنشاد الديني من والده.
لا يزل أحمد صاحب ذوق في الموسيقى والغناء، لكنه يؤكد على أن النمط الحديث للغناء، ما يُعرف بـ المهرجانات قد تسبب في إفساد الذوق العام وإفساد اللغة الراقية للأغاني، كما أكد على جودة وروعة الأغنية الكلاسيكية وقدرتها على التعبير بكلمات غير مُبتذلة أو ركيكة، وسط آمال أن يكتب الله له يومًا أن يُحقق حلمه في أن يُصبح مطربًا ذا حس وذوق وصوت يُطرب آذان من يسمعه.