كيف أقنع أحمد خليل جمهوره بـ عطا المراكيبي؟
رحل عن عالمنا اليوم 9 نوفمبر الفنان المصري الكبير، أحمد خليل، عن عمر ناهز 80 عامًا، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا الذي أصيب به منذ أيام، ونقل على إثره إلى المستشفى امس، بعد تدهور حالته الصحية، وتعرضه لمضاعفات خطيرة.
الفنان أحمد خليل من مواليد 1941، ويعد أحد رواد السينما المصرية، حيث حظي بتاريخ فني حافل بالأعمال الهامة، والمتنوعة، بين السينما، التليفزيون، المسرح، والإذاعة، حيث يتمتع بموهبة متفردة، وحضور ساعده على المشاركة في أكثر من 200 مسلسل تليفزيوني، والعديد من الأفلام السينمائية.
حديث الصباح والمساء.. مفارقة الحياة والموت
يعد دور عطا المراكيبي، الذي أداه الفنان الراحل أحمد خليل، أحد أهم الأدوار التي قام بها الفنان الكبير خلال حياته، كما يعد أيضا من أكثر أدواره التي علقت في أذهان الجمهور، حيث أداه ببراعة كبيرة وتمكُّن نادر، جسّد فيه رحلة صعود المعلم عطا من صانع أحذية فقير، إلى أحد النبلاء، وقصة عشق لا يصدقها العقل، إلا حينما كان هو بطلها.
حديث الصباح والمساء، هو عمل مقتبس من رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ، والتي حملت نفس الاسم، وتناقش القصة؛ العديد من الأمور التي حدثت في المجتمع المصري، خلال تعاقب العديد من الأجيال، والتي بدأت في زمن الحملة الفرنسية، بظهور الجيل الأول، وكان عطا المراكيبي أحد تركيباته الرئيسية.
وتتكون حبكة العمل الدرامية، من 3 شجرات عائلة، تتكون جذوعها من يزيد المصري، وعطا المراكيبي، والشيخ معاوية، ثم تبدأ تلك الشجرة في النمو، وتكثر أغصانها، وتشتبك في أحيان وتفترق في أخرى، وتُثمر إحداها، وتنضب بعضها، وتظل الأحداث دائرة بين تلك الشجرات، لما يقرب من قرن ونصف القرن.
يلتقي عطا المراكيبي بسيدة من الطبقة الأرستقراطية، تدعى هدى هانم، وتعجب بشرقية عطا، كفاحه، ملامحه المصرية، صراحته، ومظهره، لتقع في حبه، وبالطبع بادلها عطا نفس المشاعر، وبعد أن تحدت هدى هانم مجتمعها الأرستقراطي؛ الذي عارض بشدة، حيث لا تحدث فيه عادة مثل تلك الزيجات، والتي يرتبط فيها العامي الفقير، بالنبيلة، سليلة البشوات.
وتزوج عطا المراكيبي من هدى هانم، وأنجبا سويا ولدان، وأصبح في فترة وجيزة من علية القوم، ومن نبلائه، وتسير الأحداث، وهدى هانم لا تزيد إلا حبًا وإعجابًا بعطا، الذي ما إن صعد من طبقته الاجتماعية، حتى تعايش وأصبح كمن وُلد نبيلا، ثم تحدث المفارقة التي تقوم عليها فكرة العمل.. مفارقة الحياة والموت، والتي جسدها موت عطا المراكيبي بكل معاني الكلمة، حيث مات أثناء زفاف أبنائه، اللذان بدءا لتوهما حياة جديدة.
نجح أحمد خليل في أن يجعل من دور عطا المراكيبي؛ أحد أهم أدوار المسلسل الأيقوني، وتعلّق الناس كثيرًا بهذا الدور، والقصة النادرة، وشرقية عطا التي لم تتغير قط، حتى بعد حصوله على لقب باشا.