جاذبية سري.. أرستقراطية عبرت عن المجتمع المصري ورصدت مشاكله
رحلت عن عالمنا يوم أمس الفنانة التشكيلية العالمية، جاذبية سري، عن عمر ناهز 96 عامًا؛ قضت معظمهم في خدمة الفن، وتقديم ما استطاعت به أن تصل إلى العالمية، من خلال فنها المتميز والمختلف، ومن المقرر تشييع الجنازة اليوم بعد صلاة الظهر، من مسجد مصطفى محمود.
ولدت جاذبية سري في 11 أكتوبر عام 1925، كان والدها قاضيا، ينتمي لأسرة أرستقراطية، وتوفي في طفولتها، انتبهت منذ طفولتها إلى عالم الفن التشكيلي، فتعلقت به، والتحقت بعد ذلك بكلية التربية الفنية، وبعد أن حصلت على البكالوريوس، ذهبت إلى روما، لاستكمال الدراسات العليا، قبل أن تعود إلى القاهرة، لتعمل أستاذة بكلية التربية الفنية.
بدأت سري مشوارها الفني المتميز في نهايات الأربعينات، قبل ثورة يوليو بقليل، ومن اللحظات الأولى، نظرًا لما عايشته في تلك الأوقات من تغيرات اجتماعية، وجاءت أعمالها مُرتبطة بالقضايا الاجتماعية والسياسية، وتناولت خلالها لمشاعر الإنسانية الملازمة لتلك التغيرات، كالفرح، الحزن، التيه، وغيرها من المشاعر المتضاربة.
تعد جاذبية سري من الرواد الأوائل للفن المعاصر المصري، والتي عملت جاهدة كي يكون بنفس المستوى العالمي، وساعدها على ذلك دراستها الخارجية، وانفتاحها على العالم، فنونه المتنوعة، ومدارسه الجديدة.
جاذبية سري.. قضايا الوطن ريشة الفنانة الكبيرة
شاركت جاذبية سري بفنها في مختلف قضايا الوطن، منها الثورة، الهزيمة، القمع، الأزمات المتلاحقة، والنصر، وعبرت بفنها عن العديد من الأجيال المصرية، وكانت أولى معارضها عام 1949، ومنذ هذا التاريخ، وقد حظت سري باهتمام التشكيليين ومحبي هذا اللون من الفن، ومن أهم لوحاتها في تلك المرحلة، أم صابر، الزوجة الثانية، وأم رتيبة، وهي لوحات تناولت المجتمع ومشاكله من مناظير مختلفة.
اهتمت سري بالمرأة، وتجسيد ما تعانيه في الكثير من لوحاتها الفنية، وعبرت عن اللاجئين، والمشاكل الفلسطينية، وفي الفترة 1952 حتى 1967، ظهرت شخصية جاذبية سري الفنية، وحريتها من القيود الشكلية الأكاديمية، وظهرت لها أعمال متنوعة، منها الشهيد، التفرقة العنصرية، والحياة على شاطئ النيل، وغيرها من الأعمال، كما تعد تلك الأعمال من العلامات الفارقة في الفن التشكيلي المصري.
أظهرت جاذبية سري؛ العديد من الجوانب المجتمعية للمصرين، بداية من الأطفال، والتعبير عنهم وعن ألعابهم، مثل لوحتها الشهيرة، الاستغماية، ورسم المرأة المصرية، سيدة المنزل، وهي تعمل في بيتها، رسم البيوت، النوافذ، الأسطح، والصحاري، ولم تترك سري أي أفكار تتعلق بالمجتمع المصري خاصة إلا وعبرت عنها بفنها.
