فيودور دوستويفسكي.. رائد التيار الفلسفي في الأدب العالمي
فيودور دوستويفسكي، الكتاب والروائي الروسي الشهير، أحد أشهر الكتاب في العالم، ومن الأكثر انتشارًا بين القراء، المولود في 11 نوفمبر من العام 1821، وتعد أعماله من الأعمال الرائدة في ظهور ما يعرف بالتيار الفلسفي في الأدب العالمي.
صنف دوستويفسكي، ضمن أهم 3 روائيين روس في ذلك الوقت، مع تورجينيف وتولستوي، بدأت رحلته في عالم الأدب والكتابة، منذ عام 1845، بعد قراره بالاستقالة، من عمله كضابط في الجيش، وظهرت أولى رواياته، وهي المساكين، والتي أعجب بها الناقد الروسي الشهير بلينسكي، وأشاد بعمله، وتعجب من إدراكه وهو في سنه الصغير للعديد من الأمور الصعبة التي تستحيل على من هو في سنه، ووصف عمله بأنه أول رواية اجتماعية.
تأثر دوستويفسكي بالعديد من رواد الأدب ممن سبقوه، ومنهم الشاعر الكبير بوشكين، وغوغول، الذي قال عنه، جميعنا ننحدر من معطف غوغول، وغيرهم كثيرين ممن تأثر بهم من رواد الأدب والفلسفة، حتى جاءت روايته بطابع جديد، وهو الطابع الفلسفي، أو ما هو معروف بالقصة النفسية.
تأثرت حياة دوستويفسكي وأفكاره، بالفترة الصعبة التي قضاها في سجنه ومنفاه، بسبب آراءه السياسية، حيث حكم عليه بالإعدام، ثم خفف الحكم بعدها ونفي إلى سيبيريا، حيث مكث هناك يقاسي آلام سجنه، ووحدته، وخرج منه مريضًا بالصرع، ويخرج بعد عودته من منفاه، روايته القاتمة، مذلون مهانون، والتي تناول فيها الإقطاع، وما يعانيه البشر في ظل هذا النظام الفاسد، ويتناول معاناة بعض الأشخاص الحياتية والاجتماعية.
الفقراء والمهمشون.. أبطال فيودور دوستويفسكي
تناولت أعمال دوستويفسكي بشكل أساسي الفقراء، والمساكين، والأميين، وأيضا الأثرياء، عبر عن الفقراء، وصور السوداوية التي يعانون منها في المجتمع، الذي يعطي للأغنياء كل شيء، وتضيق أمامهم فرص الفقراء في الحياة والعيش بكرامة، وأيضًا أظهر نفوس الأغنياء ممن يتحدثون بشكل مستمر مستعملين شعارات للدفاع عن الفقراء، لكنها لا تخرج عن كونها مجرد شعارات لا أساس واقعي وتطبيقي لها.
كتب دوستويفسكي الكثير من الأعمال التي حظيت باهتمام القراء، على مختلف مستوياتهم وأعمارهم، لما لمسوه فيها من نظرة فلسفية، عميقة وصادقة، ومنها الجريمة والعقاب، والشياطين، والأبله، والمراهق، والأخوة كارامازوف، وتلك الأعمال، مصنفة ضمن أفضل 100 كتاب في التاريخ.