بين أوراق طه حسين الشخصية.. رسالة كوكب الشرق أم كلثوم للعميد
طه حسين، عميد الأدب العربي، والحالة الإنسانية الفريدة، الثائر على الجمود، والمؤثر في كل مصري، سواء أكان يعرف هذا أم لم يعرف، كان يحبه أم يكرهه، رائد النهضة الأدبية والتعلمية الحديثة في مصر، وسبب حصول المصريين على حق التعليم مجانا، والذي ولد في 15 نوفمبر من العام 1889.
احتفظ العميد طه حسين بين أوراقه الشخصية، بالعديد من الرسائل الهامة التي أرسلتها له عدة شخصيات أدبية وسياسية، أمثال سهير القلماوي، ومحمد مندور، وعوض محمد، وغيرهم، ممن جمعهم بالعميد علاقات فريدة، وتنقل لنا تلك الرسائل العديد من الأسرار والخفايا، في حياة العميد، وعلاقته بالشخصيات العامة في المجتمع وقتها، ومن تلك الرسائل، رسالة سيدة الغناء العربي، وكوكب الشرق، السيدة أم كلثوم.
كانت تجمع أم كلثوم بالعميد علاقة إنسانية واجتماعية فريدة، وكانت كوكب الشرق تقدر العميد طه حسين، وتراه المفكر الأول الذي تأخذ برأيه في العديد من الأمور، وكان من المعلوم، أن طه حسين مُتيم بصوت كوكب الشرق، ويراها صوت القرن، ويحكى عن العميد أنه كان يعشق صوت السيدة أم كلثوم دون موسيقي، خلال اللقاءات التي كانت تجمع العميد معها، وبعض المفكرين، فتغني بعض أغانيها دون أي موسيقى تصحبها، من أجل أن تنال رضا العميد.
أم كلثوم تقبل يد طه حسين إجلالا له
يَحكي العميد طه حسين أنّ أم كلثوم، كانت إذا التقت به، لا تترك يده بعد مصافحته إلا بعد أن تقبلها، ويحكي أيضا بأنه اعتاد أن يُهدي لها كتبه وأعماله الجديدة، من أجل أن تكون من أول المطلعين عليها، وفي المقابل، تكتب إليه السيدة أم كلثوم في كل مرة خطابا تشكره فيه على كرمه، ومنها هذا الخطاب.
تقول أم كلثوم في رسالتها التي كتبتها بعد أن أهداها العميد طه حسين، كتاب القصر المسحور، الذي اشترك في تأليفه مع الأستاذ توفيق الحكيم: سيدي الأستاذ الجليل طه بك حسين، حظيت بمؤلفكم القصر المسحور، الذي تفضلتم بإهدائه إلي، فأكبرت منكم ذلك العطف الكريم، ولا شك عندي في أنني سأجد بين طياته غذاء يضاعف شكري، ويحفظ لكم في نفسي أجمل الذكريات، أدامكم الله منارا للعلم والأدب.
أم كلثوم إبراهيم
