الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى وفاة الشاعر علي محمود طه.. الملاح التائه يكتب قاهر الموت

علي محمود طه
ثقافة
علي محمود طه
الأربعاء 17/نوفمبر/2021 - 01:10 م

تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر المصري علي محمود طه، وهو الشاعر المعاصر الذي تغنت الأفواه بجمال شعره وحروفه العذبة، كان له أسلوبًا رقيقًا يُعرف به، كما أن للطبيعة أثرًا جميلًا على حروفه وإحساسه.

وصدر له الكثير من الدواوين الشعرية، ورثى شاعرين من أبرز وأفحل شعراء عصره هما؛ شاعر النيل حافظ إبراهيم، وأحمد شوقي أمير الشعراء.

يا قاهر الموت كم للنفس أسرار؟ رائعة علي محمود طه التي لا تُنسى

يا قاهر الموت كم للنفس أسرار؟
ذلّ الحديد لها، واستخذت النّار
وأشفق البحر منها، وهو طاغية
عات على ضربات الصّخر، جبار
حواك أحدوثة مثلى وتضحية
لم تحوها سير أو ترو أخبار
رماك في جنبات اليمّ محترب
خافي المقاتل عند الرّوع فرار
ترصّدتك مراميه ولو وقعت
عليه عيناك لم تنقذه أقدار
يدبّ في مسبح الحيتان منسربا
و الغور داج وصدر البحر موّار
كدودة الأرض نور الشّمس يقتلها
و كم بها قتلت في الرّوض أزهار
هوى بك الفلك إلاّ هامة رفعت
لها من المجد إعظام وإكبار
واستقبل البحر صدرا حين لامسه
كادت عليه جبال الموج تنهار
وغاب كل مشيد غير قبّعة
ذكرى من الشّرف العلي وتذكار
ألقيتها، فتلقى الموج مقعدها
كما تلقى جبين الفاتح الغار
ولو يرد زمان المعجزات بها
لانشق بحر لها، وارتدّ تيّار
كأنّها خطبة راعت مقاطعها
لها العوالم سمّاع ونظّار
تقول: لا كان لي ربّ ولا هتفت
بذكره الحرب، إن لم يؤخذ الثار
يا ابن البحار وليدا من مسابها
و يافعا يؤثر الجلّى ويختار
ما عالم الماء؟ يا ربّان، صفه لنا
فما تحيط به في الوهم أفكار!
و ما حياة الفتى فيه؟ أتسلية
و راحة؟ أم فجاءات وأخطار؟
إذا السّفينة في أمواجه رقصت
على أهازيج غنّاهنّ إعصار
وأشجت السّحب موسيقاه، فاعتنقت
وأسدلت من خدور الشّهب أستار
وأنت ترنو وراء الأفق مبتسما
كما رنا نازح لاحت له الدّار
غرقان في حلم عذب تسلسله
من ذروة اللّيل أنواء وأمطار
يا عاشق البحر، حدّث عن مفاتنه
كم في لياليه للعشّاق أسمار ؟
ما ليلة الصّيف فيه ؟ ما روايتها؟
فالصّيف خمر، وألحان، وأشعار
إذا النسائم من آفاقه انحدرت
و ضوّأت من كوى الظّلماء أنوار
و أقبلت عاريات من غلائلها
عروس من بنات الجنّ أبكار
شغل الرّبابنة السّارين من قدم
تجلى بهنّ عشيّات وأسحار
يترعن كأسك من خمرة معتقة
البحر كهف لها، والدّهر خمّار
و أنت نعنهنّ مشغول بجارية
كأن أجراسها في الأذن قيثار
صوت الحبيبة قد فاضت خوالجها
و رنّحتها من الأشواق أسفار
و الهفّ قلبك لما اندكّ شامخها
و النّوء مصطرع والموج هدّار
بوغتّ بالقدر المكتوب فانسرحت
عيناك تقرأ، والأمواج أسطار
نزلتما البحر قبرا، حين ضمّكما
رفّت عليه من المرجان أشجار
نام الحبيبان في مثواه واتّسدا
جنبا لجنب، فلا ذلّ ولا عار

تابع مواقعنا