في ذكرى وفاة جلال الدولة ملك شاه.. السلطان السلجوقي الأبرز وصاحب النهضة الأكبر
جلال الدولة ملك شاه، السلطان السلجوقي صاحب النهضة الكبيرة، والاتساع العظيم، لدولة السلاجقة، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 18 نوفمبر من العام 1092.
يعد جلال الدولة ملك شاه السلطان الأبرز في تاريخ الدولة السلجوقية، تمت مبايعته للحكم، ووالده ألب أرسلان على فراش الموت، بعد أن أصيب بجرح غائر خلال معركة سمرقند، وتم تعيين الوزير نظام الملك وصيا عليه.
كان ظهور السلاجقة على الساحة السياسية الإسلامية، نقطة تحول هامة وكبيرة، لما أظهروه من قوة عسكرية كبيرة، وانتماء العديد من العلماء لهم، مثل حجة الإسلام الإمام الغزالي، كما كان لهم دورا كبيرا في الدفاع عن المذهب السني، امام توغل المذهب الشيعي، وظهور العديد من الحركات العنيفة، أمثال حركة الحشاشين الإرهابية التي قادها حسن الصباح في عهد السلطان جلال الدولة ملك شاه.
عند وفاة ألب أرسلان، ظهرت العديد من المشاكل والصراعات، من أجل إزاحة ملك شاه عن الحكم، ولكن وجود الوزير نظام الملك بجواره، جعله يتخطى كل تلك المحن، ويثبت حكمه.
طفرة كبيرة في التعليم
حققت الدولة السلجوقية طفرة كبيرة على كافة المستويات في عهد جلال الدولة ملك شاه، منها النهضة التعليمية، والتي حدثت بتأسيس العديد من المدارس النظامية، أهمها نظامية بغداد، والتي أنفق على عملية بناءها ما يزيد عن مأتي ألف دينار، وخرجت العديد من الشخصيات المؤثرة في التاريخ الإسلامي، لعل أهمهم أبو المعالي الجويني المشهور بإمام الحرمين، وهو أحد أعلام الأشاعرة عبر التاريخ، وحجة الإسلام، الإمام أبو حامد الغزالي، أشهر علماء الكلام في التاريخ الإسلامي.
عمل جلال الدولة ملك شاه خلال توليه قيادة الدولة السلجوقية، بتسهيل وتوفير كافة الأمور المادية، والمعنوية، من أجل إحداث نهضة كبرى في كافة المستويات، خاصة الثقافية، والعسكرية، لكن يظل إخفاق جيشه في القضاء على الحشاشين، هي خطأه الأكبر، والتي ستتسبب بعد ذلك في الكثير من الأذى للدولة السلجوقية، وزعماءها.
كانت قصة موت جلال الدولة ملك شاه، غريبة بعض الشيء، حيث أنه مات بعد مقتل وزيره نظام الملك، الذي قتل على يد الحشاشين، في فترة تقدر بـ شهر فقط، ويقال أنه مات حزنا على الوزير الراحل، الذي كان يعتمد عليه في كافة أمور الدولة السلجوقية.