مشروع لتحسين البيئة في الجونة.. هل تتصالح أوراسكوم مع البيئة بعد مخالفاتها؟
أعلنت إدارة مدينة الجونة، إطلاق مشروع جديد يهدف إلى إعادة تأهيل وتحسين جودة البيئة بها، وزراعة أشجار المانجروف المُتوطنة في المدينة الساحلية بالبحر الأحمر، وزراعة نحو 2000 شتلة جديدة، تحت إشراف وزارة البيئة وإدارة محميات البحر الأحمر، وبدعم من شركة أوراسكوم للتنمية.
ويستهدف المشروع إعادة تأهيل النظم البيئية؛ التي كانت ولا تزال تتواجد بها أشجار المانجروف بالجونة، كما يتم إنشاء مشتل لتطوير واستدامة هذا النوع من الأشجار على المدى البعيد، بالإضافة إلى إقامة جمعية الجونة لصون الطبيعة حسب القائمين على المشروع.
البعض ربط بين المشروع وبين الغرامة الكبيرة التي أقرتها وزارة البيئة في وقت سابق؛ على شركة أوراسكوم مصر للتنمية والمالكة لمدينة الجونة، إثر المخالفات البيئية التي أحدثتها الشركة بمدينة الجونة الجديدة، ومطالبتها بتعويض بلغ نحو 34 مليون دولار أمريكي.
الوزارة ترد
من جانبه كشف تامر كمال، مدير محميات البحر الأحمر، عن تفاصيل المشروع، وعلاقته بمخالفات مدينة الجونة الجديدة، موضحًا أن وزارة البيئة تعمل على محورين الأول؛ هو استدامة الموارد الطبيعية، أما الثاني؛ فهو إعادة تأهيل البيئات التي تدهورت نتيجة التنمية التي أحدثها الإنسان.
وأضاف كمال في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أن شركة أوراسكوم تقدمت بطلب لجهاز شئون البيئة لإعادة تأهيل أشجار المانجروف المتوطن أساسًا بمدينة الجونة، لكن بسبب التنمية تدهورت هذه الزراعة وقلت أعدادها، وانخفضت جودتها.
وأكد مدير محميات البحر الأحمر أن وزارة البيئة رحبت بمشروع شركة أوراسكوم واهتمامها باستدامة، وإعادة وتنمية البيئات التي تضررت بفعل الأنشطة البشرية، وذلك وسط أماكن استزراع أشجار المانجروف التاريخية.
وأشار مدير المحميات إلى أن وزارة البيئة تتعامل مع مستثمري الموارد الطبيعية؛ على أنهم طرف واحد وليس طرفان، مؤكدا أن وجود بعض المخالفات الإنشائية في بعض الأعمال لدى أوراسكوم، لا يمنع التزامهم بالقوانين وتقديم مبادرات الإيجابية.
وشدد تامر كمال مدير محميات البحر الأحمر، على عدم الربط بين أي مبادرات إيجابية لشركات التنمية والمستثمرين، وبين أي مخالفات اُرتكبت وتتحاسب عليها في إطار القانون.
إعادة تأهيل النظم البيئية
في حين أكد الدكتور محمد سالم، رئيس قطاع حماية الطبيعة، أن أشجار المانجروف تستوطن منطقة الجونة بالبحر الأحمر منذ سنوات طويلة، وتعد بيئتها الأصيلة، لكن مع التقدم والتنمية وبعض الأنشطة التي يمارسها الإنسان دون وعي بأهمية هذه البيئات؛ تدهورت وقلت أعدادها.
وأضاف رئيس قطاع حماية الطبيعة في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أن وزارة البيئة تسعى لإعادة تأهيل هذه النظم البيئية؛ لذلك تم الإعلان عن استزراع أشجار المانجروف بشكل تجريبي في أماكنها التاريخية وعلى الساحل البحر الأحمر.
ونوه الدكتور محمد سالم بأن مشروع إعادة تأهيل المانجروف بالجونة مُقدم من شركة أوراسكوم للتنمية، وتحت إشراف وزارة البيئة وإدارة محميات البحر الأحمر.
مخالفات بيئية وغرامة بالملايين
في وقت سابق؛ أقرت وزارة البيئة وجهازها التنفيذي بالبحر الأحمر غرامة مالية كبيرة بلغت نحو 34 مليون دولار أمريكي، على خلفية مخالفات بيئية أحدثتها شركة أوراسكوم للتنمية بمشروعها في مدينة الجونة الجديدة.
وحسب القرار الذي انفرد القاهرة 24 بنشره، لم تفصح الوزارة عن أي تفاصيل خاصة بطبيعة تلك المخالفات، بينما تقدمت الشركة المالكة لمدينة الجونة بشكوى رسمية إلى رئيس الوزراء، وأعلنت نيتها لحل الأزمة بشكل ودي مع وزارة البيئة، فيما لم ترد وزارة البيئة على طلب أوراسكوم.
وأكدت الشركة في طلبها أن فرع الشركة بمصر فقد 600 مليون جنيه من قيمتها التسويقية، بالإضافة إلى فقد الشركة الأم بسويسرا نحو 21 مليون فرانك.
