هل نجح الفايكنج في دخول باريس بعد حصارها لـ عام كامل؟
حاصر الفايكنج باريس لمدة عام تقريبا، وكان حصارا شديدا، ويعد المرة الأولى التي يحاصر فيها الفايكنج مدينة، حيث كانت العادة أن يشن جنود الفايكنج غارة مفاجئة، وبدأ هذا الحصار الطويل في 25 نوفمبر من عام 885، وانتهى في أكتوبر من عام 886.
ولم يكن هذا الحصار هجوم الفايكنج الأول على باريس، وكان الهجوم الأول في عام 845 عبر نهر السين، وعاودوا الكرة في 860، وفي كل مرة من تلك المرات، كان الفايكنج ينهبون المدينة، وفي عام 864 بنى الفرنسيين جسورا عبر نهر السين، من أجل تحصين المدينة ضد هجوم الفايكنج، لكن لم تكن المدينة بالقوة الكافية لردع الفايكنج، الذين جاءوا بأسطول كبير في 885، وحاصروا المدينة.
عملت الأبراج المنشأة على الجسور على ردع قوات الفايكنج، ونجحت في صد العديد من الهجمات المتكررة، كما رفض دوق أوديس الذي انتخب ملك بعد ذلك، دفع الجزية للفايكنج، رغم أن قواته لم تكن تتعدى الـ200 رجل.
حاصر الفايكنج المدينة، وهاجموا البرج الشمالي بالمنجنيق، وأشعلوا النار في ثلاث سفن، من أجل إحراق الجسر الخشبي، وأدى ذلك الحريق إلى إضعافه بشكل كبير، حتى جرفته الأمطار في فبراير 886، واستولى الفايكنج عليه في النهاية.
دفع الفدية وتجنب القتال
بعد نجاح الفايكنج في السيطرة على البرج، وجزء كبير من الجسر، هاجموا العديد من القرى الباريسية، من أجل نهبها، وخلال تلك الفترة، حشد الشعب الباريسي الجنود لمواجهة الفايكنج، وخلال محاولة الفايكنج الاستيلاء على المدينة في الصيف، حاصرهم جيش الفرنسيين.
لم يبدأ القتال، بسبب تراجع تشارلز الثالث، المعروف بتشارلز السمين، الملك الفرنسي، ودفع 700 جنيه من الفضة لجنود الفايكنج من أجل رفع الحصار، ومغادرة المدينة.
وأدّت تلك الفعلة إلى إشعال غضب الفرنسيين الذين ثاروا للهزيمة، ودفع الجزية، وهجموا على سفن الفايكنج، فمنعوها من العبور في نهر السين، ما أجبرهم على أن ينتشلوا سفنهم إلى الخارج، وجرها لمسافة آلاف الأقدام، إلى خارج المدينة.
وبسبب هذا تم التخلص من تشارلز، وإعلان أوديس ملكا، بعد أن أصبح منقذ باريس، وحامي الشعب الفرنسي من الفايكنج.