بترت قدميها بعد حادث فتركها زوجها.. صفاء تبيع مكانس الخوص للإنفاق على أطفالها بقنا
بقدمين مبتورتين وملابس مهترئة على وشك التمزق، وطرحة سوداء كادت من تراكم الغبار عليها أن تميل للون الرمادي، تفترش صفاء صاحبة الـ42 عاما بطانية بآلية أمام منزلها الكائن بقرية الكوم الأحمر التابعة لمركز فرشوط، شمالي محافظة قنا، بعد ما وضعت أمامها كمية من خوص النخيل للبدء في صناعة المكانس تبيع الواحدة منها بـ 3 جنيهات.
تعرضت صفاء إلى حادث قطار منذ 8 سنوات، أثناء محاولة استقلال قطار بعد الانتهاء من التنزه في عيد شم النسيم بصحبة أطفالها وزوجها أدى على الفور إلى دخوله غرفة العمليات لإجراء عملية بتر لقدميها، لتصبح ملازمة للفراش، ومن بعدها يقرر زوجها تركها بصحبة أطفالها والزواج بأخرى، معللا ذلك بأن حملها أصبح ثقيلا عليه، لتجد السيدة الأربعينية نفسها وحيدة بلا راعٍ أو عائل، ولم تجد أمامها حلًا آخر سوى أن تشتري خوص النخيل وتحوله إلى مكانس ريفية، والحصول على ثمنها، حتى تستطيع أن تنفق على أطفالها الأربعة أكبرهم 14 عاما.
بعد الحادثة جوزي سبني وساب معايا 4 أطفال من غير أي دخل وراح أتجوز عليا ومش بيصرف علينا.. بتلك الكلمات عبرت صفاء عبدالرازق صادق، لـ القاهرة 24 عن معاناتها، مشيرة إلى أنها لا تقتضى سوى معاشات شهريا يبلغ 500 جنيه فقط، تنفق منه على مأكل ومشرب أطفالها بالإضافة إلى مصاريف الدروس الخصوصية، حيث أن أطفالها في مراحل تعليم مختلفة.
لم تجد السيدة الأربعينية من يحنو عليها ليساعدها في مصابها، ولم تطلب من معارفها مساعدتها، كما أنها لديها من عزة النفس ما يجعلها ترفض أن تطلب من المارة في الطرقات مساعدتها، ولكنها لجأت إلى شراء خوص النخيل وتحويله إلى مكانس، مردفة: أحسن ما أمد إيدي وأشحت من الناس.
تعيش السيدة صفاء داخل منزل مبني من الطوب الأحمر والمسلح بناه لها إحدى الجمعيات الخيرية ولكن دون كهرباء أو سباكة أو أثاث، مشيرة إلى أنها تنام بصحبة أطفالها في الظلام وعلى الأرض دون مراتب، كما أن المنزل دون حمام لعدم تركيب أدوات السباكة.
تؤكد صفاء أنها تضطر للزحف للقيام بمهام منزلها وأسرتها بعد بتر قدميها، كما أنها تستخدم كرسي متحرك للتنقل من منزلها إلى السوق لبيع مكانس الخوص أو لشراء مستلزمات أطفالها: أهل الخير تبرعوا ليا بكرسي متحرك بالكهرباء بس باظ ومش معايا فلوس أصلحه.
أنهت السيدة صفاء حديثها لـ القاهرة 24، أنها تحتاج إلى استكمل بناء منزلها لتعيش عيشة آدمية، ومشروع صغير تستطيع منه الإنفاق على أسرتها، وأخيرا لكرسي متحرك بالكهرباء يساعدها على الحركة بطريقة أسهل من الكرسي اليدوي.