في ذكرى الحادثة الدامية.. كيف وصف ترينر فاجعة إغراق العبيد في لوحته؟
نمر اليوم بذكرى واحدة من أشهر وأقسى المآسي التي ارتكبت في حق البشر ذوي البشرة السمراء، حيث أمر قبطان سفينة العبيد المتجه من إفريقيا إلى جاميكا، بإلقاء 132 إنسانا، من أصحاب البشرة السمراء، في البحر، وذلك في 29 نوفمبر من العام 1781.
أثرت تلك الحادثة على قضية إلغاء الرق في العالم، وأحدثت دويا واسعا، وتم رفع الأمر إلى المحكمة، والتي حظيت باهتمام كبير من الجميع الذين تعاطفوا مع الأمر، وتأثر بها العديد من الفنانين الذين جسدوا الحادثة من خلال أعمالهم، وأشهرهم، الرسام العالمي، تيرنر، الذي جسد العمل في إحدى أشهر اللوحات العالمية، المعروفة باسم سفينة العبيد، التي رسمها في 1840.
اشتهر تيرنر برسمه للمناظر الطبيعية ببراعة وتمكن كبير، وكان من الداعمين لحركة إلغاء الرق، والتي ظهرت في بريطانيا منذ عام 1727.
تصور اللوحة الشهيرة مشهدا لغروب الشمس الدامي، فوق البحر الهائج، والذي ينذر بقدوم العاصفة، والتي ستكون مدمرة ومميته، وفي وسط المشهد القاتم، تظهر سفينة تبحر، مبنية على الطراز المستخدم في سفن الرقيق، المصممة للهروب من دوريات البحرية.
تظهر السفينة بين الأمواج العاتية، بصواري تطابقت مع لون السماء الأحمر القاتم، تم طي جميع أشرعة السفينة للاستعداد للإعصار الكبير الذي سوف يحدث، وفي الجانب الأيمن من اللوحة، تظهر قدم بشرية وسط الأمواج، مربوطة بسلسلة حديدة، وهي لامرأة من العبيد، تتجمع حولها الطيور، والتي تتسابق لالتهام أجزاء منها، وسط بقع الدماء التي تملئ البحر، وتظهر سمكة متوسطة الحجم، تفتح فاها تقترب منها أيضا.
غضب الطبيعة على مرتكبي المذبحة
يظهر في كل مكان جثث العبيد، وسط الأمواج، مربوطون بالسلاسل، وسط الدماء، والأسماك القادمة من كل حدب وصوب، في مشهد مروع، دامي، بينما تجري السفينة مخلفة جريمتها الكبيرة ورائها.
تمثل اللوحة بألوانها القاتمة الحمراء، غضب الطبيعة، وتعاطفها مع العبيد، الذين لم ينالوا تعاطف البشر أمثالهم، ويمثل اتجاه السفينة، تجاه اللون الأحمر القاتم الضبابي، الأشبه بالنيران، انتقال هؤلاء البشر من الطبيعة البشرية المتسامحة، إلى منطقة من التوحش، ويمكن تفسيره أيضا، بان السفينة تبحر إلى منطقة الغضب الإلهي على مرتكبي تلك الفعلة الشنيعة.