رئيس «التجارب السريرية» للقاح المصري: كوفي فاكس فعال ضد أوميكرون ونطرحه خلال 9 أشهر.. ونناشد المواطنين التطوع | حوار
الدكتور أسامة عزمي رئيس فريق التجارب السريرية للقاح كورونا المصري:
- لقاح كوفي فاكس المصري قادر على مواجهة متحورات كورونا
- هيئة الدواء المصرية عملت معنا كجهة وطنية وليست رقابية
- انتهاء المرحلة الأولى من التجارب السريرية خلال شهرين
- نُجري 30 تحليلًا للمناعة والخلايا المناعية والقلب والمخدرات قبل التطعيم
- 9 متطوعين حصلوا على اللقاح المصري من أصل 72
- اللقاح المصري أفضل فاعلية للمواطنين من غيره
- إتاحة لقاح كوفي فاكس في مراكز التطعيم خلال 9 أشهر
- الرئيس السيسي أكد ثقته في قدرات علماء المركز القومي للبحوث
أعلن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بدء التجارب السريرية للقاح المصري كوفي فاكس، المضاد لفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد مجهود عدد كبير من الباحثين الذين تحدوا الظروف، واستطاعوا إنتاج أول لقاح مصري، حيث تتكاتف في إنتاج هذا اللقاح 3 جهات وطنية، هي: المركز القومي للبحوث، وهيئة الدواء المصرية، ومصنع فاكسين فالي، ويمر اللقاح المصري خلال هذه الأيام بالمرحلة الأولى من التجارب السريرية.
وفي هذا الصدد، أشار الدكتور أسامة عزمي، رئيس فريق التجارب السريرية للقاح كوفي فاكس بالمركز القومي للبحوث، إلى أن اللقاح المصري يعد مشروعا قوميا للدولة المصرية، قائلا: نعمل جاهدين منذ 20 شهرًا دون نوم، لتوفير هذا اللقاح، الذي سيشكل بداية تاريخ لمصر في صناعة اللقاحات، فضلا عن أننا سنوفر هذا اللقاح للدول العربية والإفريقية، والذي سيضع مصر في دورها الريادي بين الدول الإفريقية والعربية، مؤكدا أن كوفي فاكس سيضيف زخما جديدا للاستثمارات بالدولة.
القاهرة 24، حاور الدكتور أسامة عزمي، والذي أكد أن الفريق البحثي يمر بملحمة كبيرة منذ 20 شهرا، متابعا: نمر بتلك الملحمة إلى الآن؛ لنجاح المشروع القومي لصناعة أول لقاح مصري.
وأوضح أن أهم المعوقات التي نَمُرُّ بها الآن، هو عدم وجود متطوعين؛ لذا نناشد من خلال القاهرة 24، المواطنين المصريين، بالتقدم للتطوع، للانتهاء من اللقاح المصري، المقرر أن يتوفر في مراكز التطعيم خلال 9 أشهر.
وإليكم نص الحوار..
كيف بدأ الفريق البحثي بالتفكير في إنتاج لقاح مصري؟
الفكرة بدأت من الدكتور محمد أحمد علي، رئيس معمل التميز للفيروسات بالمركز القومي للبحوث، الذي يمتلك سابقة في اكتشاف اللقاحات، حيث اكتشف الفريق المصري لقاحًا لإنفلونزا الطيور في عام 2009؛ لحماية الثروة الحيوانية بمصر، وتلك المجموعة من الخبراء بالمركز القومي للبحوث، أصبحت لديهم القدرة على اكتشاف لقاح مصري، وعند ظهور فيروس كورونا في مصر في مارس 2020؛ بدأ الفريق البحثي في دراسته، وعزل الفيروس، واستطاعوا معرفة التكوين الجيني له، وتم نشر أول بحث مصري عن فيروس كورونا في مايو 2020.
لماذا تتم دراسة التكوين الجيني للفيروس؟
إذا أردت صُنع لقاح لمواجهة فيروس؛ لا بد من معرفة التكوين الجيني له، كذلك عزل الفيروس من خلال العلماء؛ لمعرفة ما إذا كان هذا الفيروس تحورًا أما لا، فعندما ينتقل الفيروس من دولة إلى دولة، يتحور بعض الشيء عن الهيئة التي دخل عليها، لذا درس المركز القومي للبحوث هذا الفيروس، وعَلِمَ بالتكوين الجيني له، وتم نشر أول بحث مصري عن فيروس كورونا في مايو 2020.
كيف يتم عمل اللقاح لمواجهة الفيروس؟
الفيروس عبارة عن بروتين، وما دام خارج الجسم؛ لا يزيد ولا يكبر، لكن بمجرد دخوله الجسم؛ يتحول إلى نظام للخلية، ويُنتج بروتينات مشابهة، لذا يتم إعداد كوفي فاكس ليتوجه إلى الخلية، لإنتاج أجسام مضادة، التي تتفاعل بدورها مع البروتين، ومن ثم يواجه الفيروس.
ما المراحل التي مر بها كوفي فاكس؟
مرحلة عزل الفيروس، وتنقيته، وتلك المرحلة استغرقت شهرا ونصف الشهر، بعد ذلك في المرحلة الثانية، استطاع الفريق تكوين لقاح ضد الفيروس، وتم تجربته على الحيوانات، والتجارب المبدئية أثبتت فاعلية اللقاح على الفيروس، وذلك في شهر يوليو 2020، أما المرحلة الثالثة، فهي مرحلة التجارب السريرية على الإنسان، وهي المرحلة التي تجري الآن، وتنقسم إلى 3 مراحل.
متى صدّقت هيئة الدواء المصرية على بدء التجارب السريرية لكوفي فاكس؟ وما دورها في تصنيعه؟
هيئة الدواء المصرية لم تعمل معنا كجهة رقابية، ولكن عملت كجهة وطنية تريد تصنيع لقاح مصري على أسس ومعايير دولية، فطُلب من الفريق البحثي مجموعة من الشروط والمراحل التي يجب أن يمر بها اللقاح، حيث اشترطت هيئة الدواء أن يمر اللقاح على 40 تجربة للإنتاج، وخلال الفترة من يوليو 2020 حتى تاريخ التصديق على بدء التجارب السريرية للقاح المصري على الإنسان، وهو 5 نوفمبر 2021؛ استطاع الفريق البحثي الانتهاء من جميع التجارب التي حددتها هيئة الدواء المصري، حيث أرسلنا نحو 20 ألف ورقة للمراجعة، إلى هيئة الدواء المصرية.
كم عدد مراحل التجارب السريرية؟
هناك 4 مراحل للتجارب السريرية، الأولى يتم إجراؤها على أشخاص أصحّاء بالكامل، لا يعانون من أي مشكلات صحية على الإطلاق، ولم يجروا أي عمليات جراحية من قبل، وهي التي تُجرى الآن، ولا بد من وجود 72 متطوعا لإتمام هذه المرحلة، والثانية يتم خلالها توسيع النطاق قليلًا؛ لتشمل عددًا أكبر قليلًا، ويبلغ 300 شخص، ويتم خلالها قياس مدى فعَّالية هذا اللقاح، ثم يأتي دور المرحلة الثالثة التي تشمل جميع المواطنين الأصحاء وأصحاب الأمراض المزمنة، ولا بد من وجود 5 آلاف شخص خلال تلك المرحلة، بينما تتم الرابعة؛ بعد وجود اللقاح في مراكز التطعيم، والمتابعة بعد استخدامه.
ما المرحلة التي يمر بها لقاح كوفي فاكس الآن؟
نحن في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، ونبحث عن متطوعين لم يصابوا بـ كورونا من قبل، وفي الوقت نفسه لم يحصلوا على لقاحات؛ حتى يتم تقييم الجسم والأجسام المضادة التي أنتجها اللقاح المصري، حيث نناشد من خلال القاهرة 24، المواطنين، بالتطوع؛ للحصول على اللقاح، حيث تم تطعيم 9 أفراد باللقاح المصري وهم في حالة جيدة، ويتم الرعاية الصحية لهم، ويحصل خلالها المتطوع على تأمين طبي شامل طوال مدة المشاركة في التجارب السريرية، حيث يشمل أي مشكلة صحية تواجهه خلال هذه الفترة، ويحصل كذلك على كارت تأمين بالمجان.
وخلال هذه المرحلة، يتم إجراء أكثر من 30 تحليلًا للمناعة والخلايا المناعية والقلب والمخدرات قبل مرحلة التطعيم، فضلا عن ضرورة أن يكون سن المتطوع بين 18 و50 سنة، ثم يتم وضعه تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة، قبل مغادرة المستشفى، وبعدها متابعته بشكل دوري أسبوعيًا.
ماذا يتم خلال المرحلة الأولى؟
يتم خلال تلك المرحلة، التأكد من سلامة اللقاح، ومدى تأثيره في صحة المُطعَّمِين، خاصة القلب والضغط، فضلا عن النظر إلى الأجسام المضادة التي كوّنها داخل جسم المتطوع، وهي التي تمكننا من قياس نسبة فاعلية اللقاح وحمايته من الإصابة بالفيروس، وحتى الآن تم مسح 70 فردا، والتأكد من جميع الشروط، ولكن لديهم أجسام مضادة ضد الفيروس، حيث تم تطعيم 9 أفراد من إجمالي الـ70 فردا المتقدمين.
متى تنتهي المرحلة الأولى للتجارب السريرية؟
خلال شهرين سيتم الانتهاء من التجارب السريرية للمرحلة الأولى، وبعد مرور أسبوعين على انتهاء المرحلة الأولى؛ سيتم كتابة التجربة، ونشر النتائج دوليًا، وكذلك إعطاء هيئة الدواء تقريرًا مفصلًا عن اللقاح الجديد؛ من أجل الدخول في المرحلة الثانية، وهي التجربة الإكلينيكية على الإنسان، حيث لا يتم البدء فيها إلّا بعد إثبات أمان وفعَّالية اللقاح في جميع التجارب السابقة، وبإجراءات شديدة الدقة والتعقيد.
ماذا عن طريقة تخزين اللقاح؟
مصر لديها بنية تحتية قوية لحفظ اللقاحات، وذلك منذ زمن، وبالنسبة للقاح كوفي فاكس؛ لا يحتاج إلى درجة حرارة معينة لحفظه، مثل بعض اللقاحات.
لماذا تأخر اللقاح المصري في مراكز التطعيم؟ وما المعوقات التي واجهتكم؟
بدأنا في مراحل إنتاج اللقاح منذ 20 شهرا، وخلال تلك الفترة، تعرضنا لمعوقات كثيرة، أبرزها الاشتراطات العديدة المطلوبة من منظمة الصحة العالمية، وهيئة الدواء المصرية، فضلا عن وجود بعض الصعوبات التي تواجه الفريق البحثي في الشوارع؛ بسبب حظر التجول في بداية كورونا، وكذلك أحد أهم المعوقات التي توقفنا بسببها فترة أكثر من 3 أشهر، وهي عدم وجود المواد الكيماوية المستخدمة في التجارب، داخل مصر، وصعوبة استيرادها من الخارج؛ وذلك بسبب حالة الركود التي شهدها العالم، وأخيرا، هو عدم وجود أفراد لديهم جميع المواصفات المذكورة أعلاه، للتطوع للتطعيم باللقاح.
كيف تغلبتم على هذه المعوقات؟
سريعا ما تم فك حظر التجول بالنسبة لأعضاء الفريق البحثي، وسمحت وزارة الداخلية لهم بالتجول، أما بالنسبة للاستيراد من الخارج، فكان طلابنا من الباحثين في الخارج يشترون الكمية المطلوبة من المواد الكيماوية، وانتظار أقرب رحلة جوية لمصر، ثم إرسالها من خلال أحد المسافرين الذي نكون في استقباله في المطار، فهي ملحمة مررنا بها، ونمر بها الآن؛ لإنجاح المشروع القومي لصناعة أول لقاح مصري.
وبشأن نقطة عدم وجود متطوعين؛ نكرر المناشدة للموطنين المصريين بالتقدم للتطوع، وكذلك خلال المرحلة الثالثة التي تتطلب وجود 5 آلاف متطوع؛ لذا تعاونَّا مع الأعلى للمستشفيات الجامعية، لتجهيز عدد من المستشفيات الجامعية بالمحافظات، لاستقبال المتطوعين.
ماذا عن احتياجكم لوجود أفراد غير حاصلين على اللقاح؟
بالنسبة لنقطة وجود أفراد غير حاصلين على اللقاح، كشرط للتطوع؛ ناشدنا مجلس الوزراء لاستثناء المتطوعين في التجارب السريرية باللقاح المصري، من قرار مجلس الوزراء، الذي يمنع دخول العاملين والمواطنين إلى المنشآت الحكومية لغير الحاصلين على لقاح كورونا.
حدثنا عن الدعم المقدم من الدولة لكم؟
مسؤولية شخصية ووطنية كبيرة لإنتاج هذا اللقاح، الذي يعد أمنًا قوميًّا للدولة المصرية، ونحتاج دعم الجميع، حتى نحقق الهدف، وننتج اللقاح المصري، فمنذ بداية ظهور أزمة كورونا في مصر، وخلال اجتماع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي؛ تم التشاور لحل الأزمة، وكان أحد هذا الحلول؛ طرح مبادرة المركز القومي للبحوث بإنتاج لقاح مصري، وكان رد الرئيس السيسي: أنا أثق في قدرات علماء المركز القومي للبحوث.
هل يمكن أن نشاهد لقاحات مصرية أخرى؟
بالفعل، نحن نمتلك القدرة لصناعة لقاحات أخرى، حيث يوجد فريق بحثي كامل ومدرَّب، فضلا عن وجود جهة رقابية وطنية، وهي هيئة الدواء المصرية، وكذلك وجود مصنع قومي، وهو فاكسين فالي؛ لذا نحن لدينا القدرة لصناعة لقاحات أخرى، ونعمل الآن على صناعة 3 لقاحات بتقنية مختلفة.
حصل الكثير من المصريين على لقاحات مضادة لكورونا، فلماذا تصنعون لقاحا جديدا؟
الفيروسات عندما تنتقل من دولة إلى أخرى؛ يتحور بعضها عن أصلها، لذا يجب صناعة لقاح مصري مضاد للمتحورات الفيروسية، لكي نلبي احتياجات المواطنين في الدول العربية والإفريقية، والجديد في اللقاح المصري، هو أنه يمكن إعطاء الفرد المصاب، جرعة واحدة، تمنحه حماية كاملة، لكن خلال مراحل التجارب؛ سيتم تحديد من يحق لهم الحصول على جرعة واحدة، ومن يتطلب حصولهم على جرعتين.
حدثنا عن المصنع الذي ينتج اللقاح؟
قبل إنتاج كوفي فاكس، لم تكن مصر تمتلك مصنعا لصناعة اللقاحات، ولكن عندما انتهت التجارب على الحيوان؛ جرى اختيار شركة فاكسين فالي، لبدء صناعة لقاح مصري للتجربة على الإنسان، وذلك من خلال مشاورات بين المركز القومي للبحوث، وهيئة الدواء المصرية.
كيف سيكون دور لقاح كوفي فاكس في مواجهة متحور كورونا جديد أوميكرون؟
كوفي فاكس قادر على مواجهة متحورات فيروس كورونا كافة، وآخرها دلتا وأوميكرون، فاللقاح المصري مصنوع من خلايا الفيروس المصري؛ لذا فإن كوفي فاكس، قادر على مواجهة المتحوارت الجديدة.
أخيرًا.. متى يتم طرح اللقاح المصري في مراكز التطعيم؟
سيتم طرح اللقاح خلال مدة تقل عن 9 أشهر، ويعتمد ذلك في قدرتنا على إيجاد المتطوعين في المستويات المختلفة الأولى والثانية والثالثة، التي تستمر على مدار 6 أشهر، حيث تم الاتفاق مع المستشفيات والمراكز الجامعية والتعليمية على المساهمة في جمع المتطوعين من المحافظات المختلفة.
- رئيس فريق التجارب السريرية للقاح كوفى فاكس بالمركز القومى للبحوث
- رئيس فريق التجارب السريرية للقاح كوفى فاكس
- اللقاح المصري
- هيئة الدواء المصرية
- المركز القومي للبحوث
- كوفي فاكس
- فيروس كورونا المستجد
- بدء التجارب السريرية للقاح المصري
- التجارب السريرية للقاح المصري
- اللقاح المصري كوفي فاكس
- فاكسين فالي
- للقاح المصري الجديد
- خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي