الإعاقة ليست اسمًا على مسمى.. داليا عاطف ضمن أفضل 50 امرأة مؤثِّرة
قصص النجاح في مصر زاخرة، والنماذج التي يجب الاقتداء بها لا حصر لها، وأبرزها نموذج داليا عاطف، مسئولة إدارة المرأة والطفل بالمجلس القومي لشئون الإعاقة.
السيدة الأربعينية لم تتوقف عند إعاقتها الحركية لتحقيق أهدافها، حيث جعلت منها مصدر فخر واعتزاز، بل باب أمل جديد لها، وتمكنت من أن تكون امرأة مُستقلة ناجحة، وتُواجه المجتمع لتغيير تفكيره النمطي عن ذوي الإعاقة.
روت داليا عاطف، خبيرة ومتخصصة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، واستشارية في إدراج السياسات الدامجة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في خطط التنمية، أن وظيفتها هي إدارة المرأة في المجلس القومي لشئون الإعاقة، فهي أيضًا من ذوي الإعاقة الحركية وتفتخر بذلك.
وقالت عاطف، البالغة من العمر 42 عاما، في تصريحات لـ القاهرة 24، إنها استطاعت أن تواجه المجتمع، وتقف أمام نمطية الفكر عن الإعاقة وتستقل بذاتها، فاستخدمت تجربتها الشخصية في رفع المعاناة عن غيرها من الأشخاص ذوي الإعاقة، وأصبحت زوجة وأمًّا لفتاتين، إحداهما تدرس إدارة الأعمال، والأخرى لا زالت في التعليم الابتدائي.
وأضافت: تخطيت أغلب التحديات والصعوبات في الحياة مع الإعاقة التي واجهتها في بداية حياتي ولم أستكمل العامين من عمري بسبب تطعيم فاسد، لكن بالصبر والتفاؤل والأمل وبفضل الله ووجود أسرة واعية وزوج مقتنعين بقدراتي ومساندين لي طول الوقت؛ حولت واقعي لقصة نجاح، حتى أصبحت واحدة من المهتمين بملف الإعاقة في مصر؛ خاصة في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية.
وتابعت الخبيرة والمتخصصة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة: كنت أحاول طوال الوقت تغيير النظرة النمطية عن ذوي الإعاقة بصفة عامة والنساء ذوات الإعاقة بصفة خاصة، فحولت إعاقتي لطاقة واستثمرتها كوسيلة للتنمية وإعداد واقتراح الاستراتيجيات الوطنية في مصر، وهذا لحبي الشديد لبلدي، وإحساسي وتضامني مع شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة.
واستكملت عاطف قائلة: أسهمت بالمشاركة في إدراج مكون الإعاقة في العديد من الاستراتيجيات الوطنية والخطط، كنت طوال الوقت مؤمنة بأننا نحتاج إلى مناصرة للحقوق، خاصة أن عددنا كبير يقدر بالملايين، ولا يزال أمامنا الكثير من الخطوات حتى نصل لطموحاتنا في هذا الملف.
شاركت داليا عاطف في حركة التطور الملحوظ والحراك المجتمعي الحادث في حياة ذوي الإعاقة في مصر، ولم تترك وسيلة لتوصيل رأيها للمسئولين، وكانت دائمًا تتواصل بشكل شخصي بصفتها مواطنة وليس مسئولة، كما شاركت في آراء بناءة فيما يتعلق بالإعاقة والمرأة في دستور مصر 2014، وأيضا في مبادرات عديدة في المجتمع؛ تهدف للدمج والتغيير للأفضل، وخلق توافق مجتمعي في التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وتقبل الاختلاف ومناهضة العنف.
أوضحت داليا عاطف: كنت ولا زلت دائمة الدفاع عن حقوق النساء ذوات الإعاقة من العنف والاستغلال والتحرش والاغتصاب والاعتداء وغيرها من القضايا الشائكة.
وصُنفت متخصصة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كمصدر مهم من مصادر المتحدثين عن قضايا الإعاقة، سواء في الصحافة والإعلام داخل مصر وخارجها.
وتعكف داليا حاليا على تنظيم وإعداد العديد من الندوات التوعوية وورش العمل والمؤتمرات والتدريبات كمحاضر مُعتمد في مجال توعية المجتمع بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وسعت لهذا إلكترونيا، من خلال التطبيقات العديدة في فترة تفشي جائحة كورونا.
وتسعى داليا دائمًا لتنفيذ التوصيات عن هذه الندوات والدورات التدريبية، مؤكدة: لدي خطة موضوعة في هذا الملف وأطمح أن يعينني الله على تنفيذها، وأكون قادرة على التغلب على التحديات لصالح قضايا النساء والفتيات والأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع المصري.
كما تم اختيار داليا ضمن أفضل 50 امرأة مصرية مؤثرة في عام 2019 و2020، كما حصلت على مختلف الدروع داخل مصر وخارجها، مضيفة: أحلم وأتمنى تغيير المصطلحات غير المناسبة عن الأشخاص ذوى الإعاقة، والتي تعكس صورة مغلوطة عنهم.