ابن مرج الكحل.. لماذا لم تحظ أشعاره بـ الاهتمام الكبير في الأندلس؟
ابن مرج الكحل، الشاعر الأندلسي الكبير، المتوفي في 2 ديسمبر من العام 1236، كان من الشعراء الموحدين، ومن أشهر شعراء عصره ووقته في الأندلس.
اسمه أبو عبد الله محمد بن إدريس، ويقال إنه عرف بابن مرج الكحل نسبة لاسم جده الذي كُني بذلك الاسم، وغيرهم قالوا إنه كان يمتلك مروجًا، ولد بجزيرة شقر، الواقعة شرق الأندلس، وهي من أخصب البقع في الأندلس، حيث يمر بها نهر كبير، واشتهرت بإخراجها كثير من العلماء والأدباء.
كان ابن مرج الكحل ينتمي إلى طبقة المجتمع العادية، وكان يبيع في الأسواق، وظل يتابع الأدب والقراءة حتى جرى الشعر على لسانه، ومع الوقت بعد أن عرف للناس، صار يمتدح الملوك والأعيان بشعره، ولم ينسى الشاعر الطبقة التي خرج منها عندما امتلك بعض المال، ومن الأبيات التي تحدث فيها عن الأرزاق التي يكسبها الناس بكدهم: مثل الرزق الذي تطلبه.. مثل الظل الذي يمشي معك أنت لا تدركه متبعا.. وإذا وليت عنه اتبعك.
لم يصل ابن مرج الكحل إلى مكانة عالية في الشعر والمجتمع، ويكمن السبب الأول كونه حرج من وسط الفقراء، ولم يكن من طبقة النبلاء والأعيان وقتها، فلم يحظى بالاهتمام الكبير بأعماله، ولم يصلنا منها الكثير.
عرف عنه عدم اكتراثه بمظهره، وبملبسه، وكان يفضل اللبس البسيط، ويقال بأنه كان يفضل زي أهل البادية، كما كان مرحا ومحبوبا ممن حوله، وما تبقى من شعره نال إعجاب النقاد القدامى.
المدائح باب رزق الشعراء
كتب أيضا الأشعار الغزلية وأبدع فيها، يقول في إحدى قصائده رأوا بالجزع برقا فاستهاموا.. ونام العاذلون ولم يناموا، ووصلت شهرته إلى المغرب، وتغنى بالمروج في شعره، وبالرياض والأزهار، ويقول عرج بمعترج الكثيب الأعفر.. بين الفرات وبين شط الكوثر.
ويعد المدح من أكثر الأبواب الشعرية التي تميز فيها وأجاد، نظرا لما كان يجلبه المديح في عصره من خيرات ورزق للمادح، ومنها مدحه في السلطان محمد بن يوسف الجذامي، وهي ضمن الأشعار القليلة التي وصلت عن الشاعر، بسبب عدم الاعتناء الكافي بها، والتي يقول فيها فتحت بلاد الله دون مشقة.. وما عرف أربابها حادثا نكرا.
