كان يحلم بالطب وتخلى عنه بسبب ظروف والده
من المِحن تأتي المنح.. حامد نبيل تحدى إعاقته وظروفه وأصبح معيدًا بتجارة المنصورة | فيديو
منذ نعومة أظافره والتفوق يرافقه في جميع مراحل دراسته، أملًا في الالتحاق بكلية الطب.. الحلم الذي طال انتظاره، لكنه لم يكتمل لظروف لم تكن بإرادته، ليطوي الصفحة، واستبدل الحلم بنجاح في مجال آخر، ليس بأقل أهمية.
تحدٍ وكفاحٍ خاضه الدكتور حامد نبيل حامد، مدرس بقسم المحاسبة بكلية التجارة جامعة المنصورة، غير مكترث لإعاقة قدمه، واجتهد وكان من أوائل دفعته على مدار سنوات الدراسة، حتى عيّن معيدًا، وحصل على الدكتوراه.
ويروي أستاذ المحاسبة قصة كفاحه، قائلًا إنه كان من المتفوقين، وحصل على مجموع عالٍ في الثانوية العامة يؤهله للالتحاق بكلية الطب، وفي أثناء ذلك حدثت ظروف خاصة لوالده، واضطر لتحمل المسؤولية معه، والتخلي عن حلمه بأن يصبح طبيبًا.
ويضيف أنه أصبح مسؤولًا عن أسرته، ولم يكن أمامه سوى اختيار كلية لا يشترط بها الالتزام بالحضور، وهو ما دفعه للالتحاق بكلية التجارة، وكان قرارًا صعبًا لكنه حتميًا، ورفضه جميع من حوله، إلا أنه أصر عليه.
وأوضح نبيل أنه لم يفقد الأمل يومًا، وتفوق في دراسته لمدة 4 سنوات، وحول محنته لمنحة واستفاد منها بأن أصبح أستاذًا جامعيًا، مؤكدًا أنه تجربته كانت أكبر اختبار في حياته، وتعلم منها الرضاء بالقدر، وضرورة أخذ القرار الصحيح حتى ولو خالف رأي الآخرين.
وأشار إلى أن بعض الطلاب يحصرون مصيرهم على كليات القمة، وفي حال عدم تحقيقه يصابون بالإحباط، كأنها نهاية المطاف، مؤكدًا أن كل مجال له أهميته، والتفوق لا يرتبط بمجال معين، ولكن بالاجتهاد حتى تحقيق التميز، والنجاح هو أن يكون الشخص متميزًا في أي مكان، ويسعى دائمًا ليكون الأكثر تميزًا وسط المتميزين.
وأكد أستاذ المحاسبة أن الدولة حاليًا تشهد مساعٍ كبيرة في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لدمج ذوي الهمم ليكونوا جزءًا فعالًا في المجتمع، ولهم دور وبصمة مميزة، خاصة أن هناك كثيرين لديهم قدرات وعزيمة تفوق الوصف، ويجب على الدولة الاستفادة منهم على جميع المستويات والتخصصات.
وتابع أنه لا يمكن الحكم على تلك التغيرات في المرحلة الحالية، لكن هناك بوادر تؤكد أن ذوي الهمم سيكون لهم دور في كافة مناحي الدولة، لكن ينقصها متابعة التطبيق على أرض الواقع، واتخاذ الإجراءات اللازمة فورًا حيال من يميز في التعامل بينهم وبين الأسوياء، من قيادات وموظفي الجهاز الإداري.
كما تمنى أن تسعى الدولة خلال الفترة المقبلة، لتجهيز وحدات سكنية خاصة لذوي الهمم، تكون مصممة بما يتناسب مع ظروفهم.
