الشاعر الروماني هوراس.. كيف تأثر الشعراء في كل العصور بأعماله؟
هوراس، الشاعر المسرحي والأديب الروماني في عهد أغسطس قيصر، المولود في 8 ديسمبر من العام 65 ق.م، تزامن وجوده مع التغيرات الكبيرة التي شهدتها الإمبراطورية الرومانية، المتحولة حديثا من الجمهورية.
يمكن اعتبار هوراس أول كاتب سيرة ذاتية مر بالعالم، حيث أخبرنا في كتاباته عن نفسه وشخصيته، والأطوار التي مر بها خلال حياته، بشكل لم يصل إليه قبله، وأكثر من أي شاعر آخر في العصور القديمة.
تنتمي أشعاره إلى شعر التفاعيل، ويتميز بلغته المهينة الفاضحة، ويشار إلى هذا الشعر في بعض الأحيان بشاع العار، أو اللوم، وفي العادة، تكون هناك قصيدة في الأصل، يريد هوراس أن يلحق بها العار، وجاءت معظمها على أشعار ارخيلوخوس.
كان أسلوب هوراس الشعري فريدا من نوعه، ولا يوجد ما يماثله كثيرا، وتتضح خلفيته الهلتستية في هجائه، كما طور الأسلوب الهجائي وأضاف إليه نظرة مناسبة للقضايا الاجتماعية والأخلاقية، والتي تواجهه روما كثيرا، لكنه غير دورها من المشاركة العامة والاجتماعية إلى التأمل الخاص.
بدأت أعمال هوراس في الفترة من 27 ق.م، في إظهار قربه من النظام الحاكم، وامتدح في أشعاره أوكتافيان، مبالغا في وصفه، عد هوراس في وقته كفارس للشعر والأدب، وطلب منه أوغسطس بأن يكون سكرتيرا شخصيا له، لكنه رفض العرض، لكنه امتثل وعمل مع أغسطس، وكتب له العديد من الخطابات والقصائد الاحتفالية، والتي يتم غنائها في معبد أبولو.
شعبية هوراس التاريخية
رحل هوراس في عمر 56، بعد قليل وفاة صديقه، سيتينوس، تاركا إرثا كبيرا من الشعر والأدب، نجت أعمال هوراس خلال العصور اللاحقة في كتابين أو ثلاثة، وبحلول النصف الأخير من القرن التاسع عشر، لم يكن لدى الدارسون الكثير من شعر هوراس.
تأتي شعبية هوراس من خلال العدد الكبير من الاقتباسات التي جرت عبر العصور من أعماله، والتي وجدت في معظم أنواع ادب العصور، وهناك الكثير من الشعراء أيضا من قام بتقليد المقياس اللاتيني الكمي الذي كان يتبعه، من أشهر من قلده الراهب البافاري ميتيلوس من تيجرنسي.