الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ذكا الأعور والي العباسيين الأخير أمام مطامع الفاطميين.. من يفوز؟

لوحة تعبيرية
ثقافة
لوحة تعبيرية
الخميس 09/ديسمبر/2021 - 10:02 ص

تمر اليوم ذكرى دخول ذكا الأعور، القائد العسكري والوالي العباسي الأخير إلى أرض مصر، لمنع دخول ‏الفاطميين البلاد، وإعادة الاستقرار للبلاد مرة أخرى، وذلك في 9 ديسمبر من عام 914.‏

وشهدت مصر بعد سقوط الدولة الطولونية حالة من عدم الاستقرار، وزادت أعمال القمع والنهب في البلاد، ‏وقام المصريون بالعديد من الحركات الاحتجاجية على تلك الأوضاع المقيتة، وخلال فترة قليلة؛ تبدّل على ‏مصر عدد كبير من الولاة، وذلك لصعوبة المهمة التي يواجهونها، وزادت تلك الصعوبة من محاولات الفاطميين ‏المستمرة لدخول مصر بكافة الطرق.‏

وفي تلك الأوقات، استطاع الفاطميون السيطرة على العديد من المناطق الإفريقية، مثل طرابلس؛ التي ‏أخضعوا أهلها تحت سيطرتهم، وفي المغرب الأقصى دارت العديد من المناوشات والعثرات؛ التي انتهت ‏إلى محاربة الفاطميين لهم، كما أخضعوا سجلماسة، ونهبوا كل ما فيها.‏

واتجه الفاطميون إلى صقلية، ليضمنوا سيطرتهم على البحر، وكان أهل صقلية ملتفون حول أمير يدعى ‏محمد بن أحمد زيادة الله بن قرهب، وشكّل هذا الأمير في وجه الفاطميين عثرة وجدار عالي في ‏وجوههم، وشن عليهم العديد من الغارات الكبيرة، ودمّر لهم الأسطول بأكمله في إحداها.‏

عمل الفاطميون على السيطرة على طرق التجارة الرئيسية، لذا كانت جميع أهدافها تمثل أهمية وقيمة ‏كبرى؛ أخضعوا لهم في سبيل امتلاك البحر والسيطرة على الحركة فيه على تلمسان، وفاس، وغيرهم من ‏الموانئ المطلة على المتوسط، لكن كانت البقعة الأهم في كل تلك المخططات والأحلام الفاطمية، هي ‏مصر، همزة الوصل بين حركات التجارة العالمية، كما أنها بوابة إفريقيا، وخط دفاعها الأول، إضافة إلى ‏الموارد المادية الكبيرة.‏

معارك كبيرة ومحاولات تزداد إصرارا وقوة

هاجم الفاطميون مصر في محاولات متكررة مستمرة ومتتالية، وانقضوا على الإسكندرية من البر والبحر، ‏وكادوا يحتلون المدينة، لكن الحملة فشلت فشلًا ذريعًا في بدايات القرن الرابع الهجري، لما قامت به الدولة ‏العباسية من إرسال الجيوش خلف بعضها، وعاونهم المصريين أيضًا لردع الهجوم الفاطمي.‏

وقاوم الفاطميون العديد من القادة وعلى رأسهم القاسم بن سيما وأحمد بن كيغلغ، ومؤنس الخادم، ‏وختامهم كان ذكا الأعور، والذي عمل بعد مجيئه على رصد عيون الفاطميين والمواليين لهم في البلاد، لكن ‏لم يمر بضع أعوام، حتى عاود الفاطميين الكرة وبشكل أكبر وأكثر تنظيمًا، بعد أن سيطروا على صقلية، ‏وأصبح أسطولهم البحري أقوى وأفضل، لتدور العديد من المعارك الكبيرة؛ انتصر فيها العباسيين بشق ‏الأنفس، وكان ذلك في الفترة بين 914 و915.‏

وخلال إحدى الغارات التي قام بها الفاطميون، خرج ذكا الأعور لقتالهم؛ وأثناء المعارك، كان المرض اشتد ‏عليه، وقبل وصول المدد له، كان قد توفي متأثرًا بمرضه في عام 919، وخلال عهده لم يستطع ‏الفاطميين دخول مصر بأي شكل رغم محاولتهم الكبيرة والمستمرة.‏

تابع مواقعنا