بعد واقعة سيدة التجمع العارية.. داعية إسلامي: من صور تفقأ عينه ولا دية له

علق الدكتور محمد علي، الـ داعية إسلامي، على واقعة سيدة التجمع العارية، قائلًَا: الأصل في التجسس أنه محرم شرعًا، ومنهي عنه.

وأضاف الـ داعية إسلامي، خلال حديثه لـ القاهرة 24، أن التجسس يقصد به تتبع عورات الناس وأسرارهم، والكشف معايبهم؛ بدافع الفضول وإشباع غريزة حبِّ الاستطلاع، دون أن يكون له غرض مباح؛ من جلب منفعة راجحة، أو دفع مفسدة متوقعة، سواء أكان ذلك بالتطلُّع، أو التنصت والاستماع.

ما حكم شرب الخمر من أجل التدفئة؟ الإفتاء تحسم الجدل

كنت بنشر الغسيل.. القصة الكاملة لـ سيدة التجمع العارية.. أجنبية وحضرت في رحلة سياحية

وأثارت إحدى سيدات التجمع الخامس جدلَا واسعًا بين جيرانها وذلك بعد خلع ملابسها وظهورها شبة عارية في بلكونة شقتها بمنطقة التجمع الخامس، ما دفع جيرانها ليتقدموا ببلاغ إلى الشرطة يتهمون فيه السيدة بنشر الفسق والفجور.

وعقب القبض عليها، تبين أنها أوكرانية الجنسية وظهرت بملابسها الداخلية، كونها لا تعلم القوانين المصرية، وأنها تفعل كما تفعل في بلدها ولم تقصد نشر الفسق أو الفجور في المجتمع المصري.

وأكمل الـ داعية إسلامي: الأصل في المسلم الطهارة، والعفة، والبراءة، والسلامة من كلِّ شيء مشين، ولذا كان الأصل في الإسلام النهي عن التجسس بجميع صوره وأشكاله، سواء كان تجسس الفرد على الفرد، أو الفرد على الدولة؛ لأن التجسس انتهاك لحرمة المسلم، وكشف ستره، وقد يسبب الحقد والبغض بين أفراد المجتمع المسلم، وهذا الذي يرفضه الإسلام جملة وتفصيلًا.

وتابع الـ داعية إسلامي: كان ينبغي على من صور هذه المرأة غض البصر وعدم التجسس، والاتصال بالشرطة دون تصوير لما في التصوير من نشر رذيلة بين أفراد المجتمع.

وبرر الـ داعية إسلامي حديثه بأن: التجسس من الأخلاق السيئة التي نهى عنها الإسلام، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾، قال الطبري: ولا يتتبع بعضكم عورة بعض، ولا يبحث عن سرائره، قال ابن عباس: نهى الله المؤمن أن يتتبع عورات المؤمن، وقال مجاهد: خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله. وعلى الرغم من النهي عن التجسس إلا أن بعض صوره جائزة لدفع مفسدة الاجرام، وحماية المجتمع من المجرمين.

داعية إسلامي: فقء عين المتجسس

وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك الفعل، فقال صلى الله عليه وسلم: من اطَّلعَ في بيتِ قومٍ بغيرِ إذنِهم ففقَئوا عينَهُ فلا دِيةَ له ولا قصَاصَ، أي: ليس على مَن فَقأَ عينَه قِصاصٌ، ولا يَستحِقُّ من فُقئِتْ عينُه الدِّيَةَ عن عيْنِهِ؛ لأنَّه مُتجسِّسٌ، مُخترِقٌ للإذْنِ، غيْرُ مُبالٍ بحُرُماتِ البُيوتِ، فلَزِمَ رَدْعُه، مضيفًا: وفي الحديث: التحذيرُ والترهيبُ الشَّديدُ مِن الاطِّلاعِ على مَحارِمِ النَّاسِ وخاصَّةً بُيوتَهم.

واستطرد الـ داعية إسلامي: ولم يخالف أحد من علماء المسلمين في تحريم الاطلاع على عورات الغير، سواء بالنظر المباشر أو من ثقب الباب أو الشباك أو الزجاج أو نحو ذلك، فالحكم في مسألة تصوير النساء بواسطة كاميرا الجوال أو أي كاميرا أخرى خلسة سواء كُنَّ في الشارع أو في السوق أو في صالة الأفراح، أو كن في سيارة أو على شاطىء أو منتزه أو غيره، كحكم من نظر من خلال الباب أو الكوَّة في الدار.

داعية إسلامي: التصوير بواسطة كاميرا الجوال أشد ضررا

واختتم حديثه قائلَا: بل إن المصيبة في التصوير بواسطة كاميرا الجوال أعظم وأشد ضررًا، لأن هذا المصور أو هذه المصورة تأخذ الصورة أو يأخذها هذا الشاب فيدخلها إلى جهاز الكمبيوتر، ثم ينشرها عن طريق الإنترنت، فبدلًا من أن يراها واحد سوف يراها الملايين من الناس، فأصبح هذا أو هذه ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ولا شك أن هذا منكر عظيم وكبيرة من الكبائر، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ