الأمين العام للأمم المتحدة يلتقي أعضاء العليا للأخوة الإنسانية بنيويورك
استقبل أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بمقر المنظمة بنيويورك، وفدا من أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات تعزيز التسامح والأخوة الإنسانية.
وفي بداية اللقاء، قال الكاردينال ميجيل أنجل أيوسو، رئيس المجلس البابوي للحوار، رئيس الدورة الحالية لاجتماعات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية إن عمل اللجنة العليا للأخوة هو جمع وتوحيد الأشخاص ذوي النوايا الطيبة حول العالم، واجتماع اليوم يعد بمثابة إعادة التأكيد بالتزامنا بالاستمرار في دفع هذه الجهود لما فيه خير ورفاهية الإنسان أيا كان لونه أو عرقه أو معتقده.
واستعرض المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، مبادرات اللجنة ومشروعاتها لتعزيز الأخوة الإنسانية، والممثلة في جائزة زايد للأخوة الإنسانية والتي تمنح للأشخاص والمؤسسات الأكثر إسهامًا وتأثيرا لترسيخ التعايش المشترك والأخوة الإنسانية، كما استعرض مبادرة بيت العائلة الإبراهيمية، والذي يضم مسجدا وكنيسة ومعبدا يهوديا بجزيرة السعديات بمقر العاصمة الإماراتية أبو ظبي، كما استعرض المستشار عبد السلام مشروع قمة ال 100 شاب، والذي تعتزم اللجنة عقده العام المقبل 2022 بهدف تمكين الشباب من القيادة والريادة في مجال الحوار بين الأديان والثقافات، وتأهيلهم لحمل راية السلام في المستقبل، كما تم استعراض عددا من المشروعات الأخرى التي تنفذها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
من جانبه، أكد جوتيريش دعم الأمم المتحدة الكامل لمبادرات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ومتابعته لما تقوم به من جهود وما تقدمه من مبادرات ومشروعات من أجل الإنسانية، مشيرا إلى أن مشروع بيت العائلة الإبراهيمية هو عمل عظيم يحمل رسائل مهمة لتعزيز الأخوة والسلام، مؤكدا دعمه الشخصي لقمة المائة شاب واستعداد الأمم المتحدة الدائم لدعم وثيقة الأخوة الإنسانية لأنها مثلت لحظة تاريخية مهمة وينبغي تفعيلها.
وأكد الأمين العام للأخوة الإنسانية استعداد اللجنة العليا لدعم قمة الأمم المتحدة للمستقبل 2023 واستعداد اللجنة لعقد الاجتماعات التحضيرية وورش العمل للتعريف بأهداف القمة نحو تحقيق أجندة مستدامة للأمن والسلام العالميين، مؤكدا أن الشراكة مع الأمم المتحدة سوف تسهم بشكل كبير في تعزيز قيم السلام والأخوة، مشيرا إلى أن التكامل بين اللجنة العليا من تأثير ممثلا في تنوع أعضاءها كقادة مجتمعات وعلماء أديان من مختلف الثقافات والعرقيات، وبين الأمم المتحدة بما تملكه من علاقات مع الدول الأعضاء وخبرات سياسية في شتى المجالات؛ يمكن تسخير هذا التكامل لخدمة الإنسانية وما ينفع البشرية.
من جهته، أعرب ميجيل موراتينوس، الممثل السامي لمكتب الأمم المتحدة لحوار الحضارات، عن ترحيبه بالعمل مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية والتعاون في تنفيذ مبادراتها الملهمة، مؤكدا ثقته في أن يثمر هذا التعاون بشكل إيجابي خلال الفترة المقبلة في شتى المجالات؛ خاصة في مجال تأهيل الشباب للقيادة وإكسابهم مهارات الحوار والتواصل الإيجابي مع الآخر.
من جهته، أعرب الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، عن تطلعه لرؤية ثمار التعاون بين اللجنة العليا للأخوة ومنظمة الأمم المتحدة، مؤكدا أن وثيقة الأخوة الإنسانية تحتاج من الجميع الانضمام للعمل على تحويل بنودها إلى واقع ملموس، مشيرا إلى أننا في جامعة الأزهر قد فطنا إلى ضرورة تعميمها والتعريف بها بين فئات الشباب؛ وهو ما دفعنا لتضمين بعض نصوصها في المناهج الدراسية، وطرحها للتحليل في رسائل الماجستير والدكتوراه، فضلا عن استضافة الجامعة بعض الندوات وورش العمل التي تتناول جوانب الوثيقة بالتفصيل والمناقشة.
ومن جانبها، قالت إيرينا بكوفا، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، الرئيس الأسبق لليونسكو: إن الأمم المتحدة واللجنة العليا للأخوة الإنسانية تتشاركان نفس الأهداف والرؤية في العمل من أجل الإنسانية، فاللجنة العليا للأخوة تؤمن بأن الشراكة بين المؤسسات سوف تقود الجميع إلى تحقيق الأهداف المرجوه في أسرع وقت ممكن، حان الوقت لنتحد ونظهر للعالم ما يمكننا فعله للإنسان والوقوف في وجه من لا يريدون أن يروا اتحادنا.
وفي نهاية اللقاء، قال الحاخام بروس لوستيج، عضو المجمع العبري بنيويورك، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية: "نود أن نشكر الأمين العام للأمم المتحدة على هذا الاجتماع الرائع، نحن -أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية- عازمون على ترجمة ما اتفقنا عليه في الاجتماع إلى خطط ومشروعات في أقرب وقت ممكن، ونعتقد أن الوقت الآن قد أصبح مهيأ لأن نخرج بمباراتنا إلى النور خاصة بعد الظروف الصعبة التي شهدها العالم بسبب تفاقم جائحة كورونا.
وفي نهاية الاجتماع، قام وفد للجنة العليا للأخوة الإنسانية، بتسليم درع جائزة زايد للأخوة الإنسانية 2021 والتي فاز بها مناصفة كل من السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، والسيدة لطيفة بن زياتن، الناشطة المغربية، الدورة الماضية لما بذلاه من جهود في ترسيخ ثقافة السلام والعمل على تعزيز التعايش والتضامن الإنساني.