فلسطينيون عن بدء مصر المرحلة الثانية لإعمار غزة: هكذا مواقف الرجال
رغم التحديات والصعوبات، وحساسية تلك المنطقة الملتهبة "قطاع غزة"، فإن القاهرة الشقيقة الكبرى للعواصم العربية، لم تتوقف عن مدّ يد العون ومساعدة الأشقاء، كان آخرها بقطاع غزة المحاصر، والذي يئن وجعًا من كثرة ما تعرض له من هجمات لقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث بدأت المرحلة الثانية من إعادة إعمار القطاع المحاصر، والذي يعد أحد أكثر المناطق الملتهبة في العالم.
وخلال الساعات الأخيرة، تم الإعلان عن بدء المرحلة الثانية من المشاريع التي تشرف عليها القاهرة لـ إعادة إعمار قطاع غزة، عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير في مايو الماضي.
من جهته، قال المفكر السياسي الفلسطيني عبد القادر ياسين، إن الدور المصري في قطاع غزة المحاصر، بدأ يسير من أحسن إلى الأحسن منه، بمعنى أن القاهرة تأكدت بأنه لا إرهاب في القطاع، وأنه لا بديل عن أخوة الفلسطينيين، وبالتالي فالعلاقات بين الأشقاء تؤكده القيادة المصرية عبر دعمها للقطاع.
وأوضح ياسين، في تصريحات لـ لقاهرة 24، أن القاهرة لم توقف يد العون لأهل غزة، وأن ثمة مشروعات كبرى ستدشنها القاهرة في المرحلة الثانية من إعادة إعمار القطاع المدمر.
وتابع المفكر السياسي الفلسطيني: منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وفلسطين في قلب كل مصري، تلك المواقف أكدها عبد الناصر، حين رفض تحرير سيناء مقابل الاعتراف بالكيان الصهيوني وترك فلسطين، وهو ما تؤكده الحكومة المصرية الآن بدعم القطاع.
الكاتبة الصحفية، مها العواودة، قالت إن التكاتف والأخوة شعار يرفعه الأشقاء بمصر معنا في فلسطين، ولذلك ليس بجديد وقوف الجانب المصري مع قطاع غزة المحاصر.
وأوضحت لـ القاهرة 24، أن عجلة الإعمار تسير في غزة بشكل كبير، وهو ما أكده الجانب الفلسطيني والمصري خلال الفترة الأخيرة، فهذه هي مواقف الرجال.
وأشارت العواودة إلى أن اللجنة المصرية المكلفة بإعادة إعمار القطاع، كانت أعلنت عن إتمام المرحلة الأولى بإزالة الركام، وأنها ستبدأ في المرحلة الثانية، عبر إنشاء مشاريع كبرى داخل القطاع.
وفق تقارير دولية، قال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، ناجي سرحان، إن إعلان بدء المرحلة الثانية من إعادة الإعمار سيتم بالتزامن مع وصول وفد هندسي مصري، لافتًا إلى أن زيارة هذا الوفد تأتي في سياق دوري لمناقشة المخططات وأعمال التنفيذ الجارية في إعادة عملية إعمار قطاع غزة بعد الهجوم.
وأشار سرحان في تصريحات صحفية، إلى أن وزارة الأشغال تتناقش مع الوفد المصري حول الزيارات لغزة، وكيفية تسريع عملية إعادة الإعمار، والخطوات التالية من الإعمار وإنشاء المجمعات السكنية.
وتوقع ناجي سرحان أن تبدأ مصر بعملية الإعمار بإنشاء المجمعات السكنية الثلاثة (المدرسة الأمريكية شمال غزة، ومنطقة المحاربين القدامى في الكرامة، والزهراء في الوسطى) وهو ما يزيد على 3 آلاف وحدة سكنية التي أعلنت عنها مصر سابقًا، مرجحًا أن يتم الإعلان عن البدء في تلك المجمعات السكنية وعمليات التسوية لها.
في ذات السياق، أعلنت اللجنة المصرية لإعادة إعمار غزة، بدء المرحلة الثانية من إعادة إعمار القطاع وتشمل 6 مشروعات كبرى، حيث أشار إبراهيم الشنيقي، رئيس اللجنة المصرية، في حفل تدشين المرحلة الثانية من إعادة إعمار غزة، إلى أن القيادة السياسية المصرية، أكدت ضرورة الاستعانة بالأيدي العاملة من الفلسطينيين والمقاولين والشركات الفلسطينية القادرة على تنفيذ المشروعات.
وأكدت اللجنة أيضا، أنها أتمت المرحلة الأولى بإزالة الركام خلال 65 يومًا، وأن المرحلة الثانية ستشمل 6 مشاريع: الأول تطوير الواجهة البحرية للكورنيش شمال غزة، وتمت عمليات الحفر والردم، وبدأ المقاول الفلسطيني أعمال الطرق والبنية التحتية.
أما المشروع الثاني، بإنشاء 3 مدن سكنية، الأولى في الزهراء "دار مصر 1"، والثانية في جباليا "دار مصر 2"، والثالثة في بيت لاهيا "دار مصر 3"، والمشروع الثالث، هو تطوير التقاطعات الهامة لمدينة غزة، مفترقي الشجاعية والسرايا بإنشاء 2 كوبري لفك الاختناقات في المنطقتين.
تجدر الإشارة إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، خلف خسائر مادية مباشرة قدرت بنحو 450 مليون دولار، فضلًا عن الخسائر غير المباشرة، والتي تمثلت أضرار قطاع الإسكان في هدم قرابة 1650 وحدة سكنية بشكل كلي، وما يزيد على 60 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي.
وقدرت أيضا، الأضرار المباشرة في القطاعات الأخرى من بنى تحتية ومنشآت اقتصادية وزراعية وتعليمية وصحية، قيمتها بحوالي 150 مليون دولار، وقرابة 95 مليونًا في قطاع التنمية الاقتصادية و30 مليونًا في التنمية الاجتماعية.
