ملايين الدولارات.. مستثمرون يشترون عقارات وأراضي في الواقع الافتراضي ميتافيرس
أعلنت العديد من الشركات، اتجاهها للحصول على عقارات في العالم الموازي عالم ميتافيرس، وذلك لترجمة حماسة المستثمرين تجاه الواقع الافتراضي، وإيمانهم بأنها ستشكل مستقبل التكنولوجيا ما دفعهم إلى المسارعة إلى قطاع العقارات الرقمية.
ويعتبر العقار في ميتا فيرس ليس له وجود حقيقي، فهو مرتبط بالإنترنت فقط، وتؤثر عليه عوامل خارجية، لم يتم تحديد هيئته بالكامل حتى الآن، وتنشأ له كلمة سر ودخول.
تطور سريع لـ العالم الافتراضي
وبدأ الدخول في العالم الافتراضي في عام 2006 عندما أثارت مطورة عقارية الاهتمام لتتمكن من بيع قطعة أرض مقابل مليون دولار في العالم الافتراضي لـ سكند لايف، وهو موقع رائد في مجال ميتافيرس.
وتوسع الاهتمام بتكنولوجيا الميتافيرس منذ أكتوبر الماضي، عقب إعلان الرئيس التنفيذي لفيسبوك عنها، وهو ما جعل الشركة تغير اسمها إلى ميتا.
وأوضحت كاثلي هاكل، المستشارة التكنولوجية للشركات التي ترغب في دخول عالم الواقع الافتراضي، أن إعلان فيسبوك عن التكنولوجيا، أتاح لملايين الأشخاص اكتشاف المصطلح وفهمه بشكل سريع.
وقالت هاكل إن النشاط الكبير في السوق الذي يتفاعل فيه الملاك والمستأجرون والمطورون العقاريون لا يمثل مفاجأة، مضيفة أن هؤلاء الأشخاص يترجمون ما يتقنونه في العالم الحقيقي وينقلونه إلى العالم الافتراضي.
وأوضحت أن هذه المواقع تحتاج إلى بعض الوقت حتى تصبح ميتافيرس حقيقية تتيح للمستخدمين استكشاف عوالم موازية من خلال دخول الواقع الافتراضي، لكنّ العقارات الرقمية تشكّل منذ الآن أصولًا مالية، مثل العقارات الحقيقية نفسها، مشيرة إلى أنه يمكن البناء عليها أو تأجيرها أو بيعها.
مبالغ كبيرة لشراء عقارات افتراضية
أنفق بعض مستخدمي الإنترنت عشرات الآلاف من الدولارات على الأشياء الرقمية، وهو ما جعل هذا المفهوم يثير الحماسة والشك.
وصرحت شركة ريبابليك ريلم، الأمريكية، بأنها أنفقت مبلغًا قياسيًا وصل إلى 4،3 ملايين دولار من أجل شراء أرض من خلال ذي ساندبوكس، وهي منصة تتيح دخول إلى عالم افتراضي يتيح للمشاركين الدردشة، واللعب وحب المشاركة في الحفلات الموسيقية.
كما أنفقت شركة توكنز. كوم، المتخصصة في العملات المشفرة 2.4 مليون دولار من أجل شراء عقار من موقع ديسترالان، حيث أعلنت الشهر الماضي، دولة باربادوس أنها تنوي إنشاء سفارة لها في عالم ميتافيرس، التي توصف بأنها مستقبل الأنترنت.
وأظهرت قاعدة بيانات العملات المشفرة داب أن أكثر من 100 مليون دولار، تم إنفاقها الأسبوع الماضي من أجل شراء عقارات على مواقع ميتافيرس الرئيسية، وهي ذي ساندبوكس وديسنترالاند وكريبتو فوكسلز وسومنيوم سبايس.
واستحوذت توكنز كوم على قطعة أرض عبر ديسنترالاند في حي فاشن ستريت، وتنوي تحويلها إلى وجهة للمتاجر الافتراضية للمجموعات الفاخرة.
أملاك ذات قيمة
وقال أندرو كيجيل، رئيس شركة توكنز كوم: لو لم أجرِ أبحاثًا استطعت من خلالها اكتشاف أنها أملاك ذات قيمة عالية، لبدا الأمر جنونًا تامًا.
وأشار كيجيل الذي عمل لمدة 20 عامًا كمصرفي متخصص بالاستثمار في قطاع العقارات إلى أن الأراضي الافتراضية تشكل فرصة مشابهة لسلع العالم الحقيقي، حيث تقع في حي عصري ومزدحم.
وأوضح كيجل أنها أماكن للإعلان والأحداث سيتجمع فيها الناس، مشيرًا إلى مهرجان موسيقي حديث اجتذب 50 ألف زائر عبر ديسنترالاند.
وبدأت العلامات التجارية الفاخرة منذ الآن في دخول عالم ميتافيرس، حيث تم بيع حقيبة يد على منصة روبلوكس بأكثر من سعر نسختها المادية، حيث يمكن تحقيق دخل من العالم الافتراضي من خلال امتلاك لوحة إعلانية، أو امتلاك متجر مع موظف حقيقي، حسب رئيس شركة توكنز كوم.
وأضاف أنه يمكن للعميل دخول المتجر بواسطة صورت أفاتار الخاصة به، وإلقاء نظرة على نماذج ثلاثية الأبعاد لحذاء يمكنه حمله بيديه، ويستطيع أن يطرح الأسئلة على البائع.
وتوقع كيجل أن تصبح الملكية الرقمية سائدة في السنوات المقبلة، مضيفًا: أعرف أن هذا الأمر قد يبدو غريبًا قليلًا، ولكن توجد رؤية وراء كل ذلك.