المخبرون السبع.. حرب الجيل الجديد من الجواسيس تشتعل | تفاصيل
لم تبرد نار الحرب التي أشعلتها شركة NSO الإسرائيلية بعد أن اخترق برنامجها الشهير «بيجاسوس» هواتف زعماء وقادة وسياسيين بارزين في العالم، حتى اشتعلت حرب جديدة بطلها أيضًا شركات إسرائيلية تتهمها عشرات الدول ومئات الآلاف من الأشخاص حول العالم بالتجسس عليها لصالح حكومات أو جهات مجهولة.
50 ألف شخص من مستخدمي تطبيقات شركة ميتا «فيس بوك، انستجرام، ماسنجر وواتس آب»، كانوا هدفًا لشركات نفذت ضدهم عمليات قرصنة وتجسس وتسريب بيانات، الأمر الذي جعل ميتا يغلق 1500 حساب على «فيس بوك» و«انستجرام» لارتباط أصحابهم بتلك الشركات المتورطة في عمليات التجسس والقرصنة.
ناثانيال جليشر، رئيس سياسة الأمان في شركة ميتا، قال إن تلك الشركات تعرّف نفسها على أنها كيانات تتخصص في جمع المعلومات وتحليلها، بعد جمعها من المواقع والمدونات ووسائل الإعلام وغيرها من الوسائل التي تنشر البيانات والإحصاءات والتقارير المختلفة.
وذكر رئيس سياسة الأمان في شركة ميتا أن تلك الشركات على أتم استعداد لاستهداف أي شخص لصالح من يدفع لها أكثر، مبينًا أن ضحايا تلك الشركات في أكثر من 100 دولة حول العالم.
المخبرون السبع
الشركات السبع المتهمة بالتجسس على الآلاف حول العالم، حسب ما ذكرت ميتا، هم: كوب ويبس تكنولوجيز، كوجنايت، بلاك كيوب، بلوهوك سي آي، ومقرها في إسرائيل، وبيل تروكس، وهي شركة هندية غير معروفة، وسيتروكس، ومقرها مقدونيا الشمالية، وشركة أخرى مجهولة ومقرها في الصين.
الرابط الوثيق بين تلك الشركات أنها تتبع بشكل مباشر إسرائيل ويقوم عليها أشخاص وثيقي الصلة بالأجهزة الأمنية في تل أبيب، أو مقربون من تلك الأجهزة.
كوب ويبس تكنولوجيز
أولى الشركات المتهمة بالتجسس لصالح عملاء مجهولين، وبتتبع الشركة وتصفح موقعها الرسمي على الإنترنت، تشير إلى أنها تتكون من فريق خبراء من العقول العسكرية والاستخباراتية الرائدة، مع خبرة متخصصة في مجال ذكاء الويب بعد سنوات من المشاركة النشطة في المشاريع المتعلقة بالصناعة، جنبًا إلى جنب مع سجل حافل بالاندماج بنجاح في المشاريع التعاونية، على حد وصفهم.
وأضافت الشركة أن أنظمتها تخدم مجالات الأمن القومي وإنفاذ القانون والقطاع الخاص، وتحديد العلاقات على شبكة الإنترنت والأنشطة الإجرامية والتهديدات الإرهابية الإلكترونية.
وتابعت: «نحن نعمل مع عملاء من جميع أنحاء العالم لديهم احتياجات وأهداف متنوعة، ونساعدهم في التحقيقات وتحليل البيانات المستهدفة. تقدم مجموعة منتجاتنا كل شيء بدءًا من نقطة البداية الداعمة للبحث عن بيانات الويب المستهدفة، وحتى استخراج الرؤى الذكية الحيوية، وصولًا إلى مراقبة الأحداث ذات الصلة وتوفير التنبيهات لها في الوقت الفعلي. من خلال نهجنا متعدد الأوجه لاستكمال التحقيقات، وتستخدم تقنياتنا أنظمة سلبية ونشطة للتعامل مع عقبات اليوم المعقدة والتحديات المتطورة».
واستكملت: تم تطوير حلولنا من قبل خبراء استخبارات وأمن رائدين لجمع وتحليل طبقات الويب من الوسائط الاجتماعية التي لا نهاية لها وبيانات الويب المفتوحة والعميقة والمظلمة.
كوجنايت
ثاني الشركات الإسرائيلية المتهمة بالقرصنة والتجسس، تصف نفسها بالرائدة في برمجيات التحليلات الأمنية التي تمكّن الحكومات والمؤسسات بالذكاء القابل للتنفيذ من أجل عالم أكثر أمانًا.
وأضافت: نحن نشعل الذكاء الاصطناعي المعرفي والتحليلات لتوليدها ذكاء عملي لتمكين المؤسسات الأمنية برؤى تساعد على ربط النقاط ومعالجة التهديدات الأمنية المتطورة باستمرار.
بلاك كيوب
الشركة الإسرائيلية الأوفر في المعلومات المتاحة فتشير إلى أن إحدى خدماتها الأساسية هي التقاضي ودعم النزاعات، متابعة عبر موقعها الرسمي: «نحن نطبق النطاق الكامل لمهاراتنا الاستخبارية وجمع المعلومات والتحليل والمهارات التشغيلية لمساعدة عملائنا في تعزيز مصالحهم التجارية والقانونية. نحن نساعد عملائنا على تبني نهج استباقي للتقاضي وحل النزاعات من خلال توفير المعلومات الاستخبارية التي يمكن استخدامها لاحقًا كدليل في المحكمة، أو أثناء إجراء مفاوضات في غرفة مغلقة، أو مع أي طرف ثالث أو سلطة أخرى».
وتشير بلاك كيوب إلى أنها تحدد نقاط ضعف خصوم عملائها واهتماماتهم وأولوياتهم واستراتيجيتهم. باستخدام منهجيتها الاستخبارية، وتوفر لهم معلومات لا يمكن الحصول عليها فضلًا عن تحليل بيانات وسلوك الخصوم.
الشركة كشفت عبر موقعها الرسمي عن قادتها، أولهم مائير داغان، رئيس جهاز الموساد العاشر، وصاحب التاريخ العسكري الكبير، والمسئولية عن التخطيط لعمليات اغتيال شخصيات عربية، وثانيهم إفرايم هاليفي، رئيس الموساد الأسبق أيضًا، ويوحنان دانينو ضابط الشرطة الإسرائيلي السابق، والذي شارك في تحقيقات كبرى ضد كبار السياسيين الإسرائيليين من بينهم إيهود أولمرت، وأفراهام هيرشسون، وأفيجدور ليبرمان.
يقود الشركة أيضًا غيؤرا آيلاند والذي ترأس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في الفترة من 2004 وحتى 2006، والعميد ماتي ليشيم الحائز على جائزة الدفاع الإسرائيلية، والعقيد إفي يروشالمي، الرئيس السابق لوحدة 504 الأمنية الإسرائيلية، وإيتيل مايان، عضو مجلس الاستشارات بميكروسوفت، وألجولان مالكا، نائب رئيس قسم تطوير الأعمال في نظم نيس سابقًا، وضباط آخرين متقاعدين من أجهزة الأمن الإسرائيلية.
بلوهوك سي آي
تأسست الشركة الإسرائيلية في عام 2018، وتعمل في مجال الذكاء الاصطناعي والإنترنت، وتقول إنها تدعم عملاءها في عمليات التقاضي من خلال تقديم إجابات على الاستفسارات المعقدة، وإعطاء العملاء معلومات واضحة وقيمة تجعلهم يتقدمون عند اتخاذ قرارات العمل.
الشركة الإسرائيلية أشارت عبر موقعها الرسمي إلى أنها تجري أبحاثًا متقدمة وتجمع البيانات، وتنفذ حملات العلاقات العامة باستخدام أحدث التقنيات، مضيفةً أن فريقها يضم خريجين من وحدات خاصة تابعة للمخابرات الإسرائيلية.
بيل تروكس
خامس الشركات المتهمة، ولكن مقرها ليس في إسرائيل بل في الهند، وهي غير معروفة بقدر كافٍ وبالبحث والتتبع لأنشطتها لا يمكن جمع الكثير من المعلومات عنها، ولكن حسب رويترز، فإنها تجسست على أكثر من 10 آلاف بريد إلكتروني خلال 7 سنوات فقط، واستهدفت مسئولين حكوميين بارزين في أوروبا وأباطرة تجارة القمار في جزر الباهاما ومستثمرين معروفين في الولايات المتحدة الأمريكية، وقضاة في جنوب إفريقيا، وسياسيون في المكسيك، ومحامين فرنسيين، فضلًا عن عشرات الأشخاص الآخرين.
وحسب المعلومات المتاحة، فإن بيل تروكس تقرصن الأهداف المحددة لصالح عملائها بواسطة إرسال عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني الخبيثة، من غرفة فوق كشك شاي مغلق في مجمع تجزئة غربي دلهي.
سيتروكس
الشركة السادسة ضمن قائمة المتهمين بالقرصنة والتجسس، وهي شركة للأمن السيبراني، تعمل على خدمة عملائها بتوفير كافة البيانات المتاحة لخدمة مصالحهم ويقع مقرها في مقدونيا الشمالية. أما سابع الشركات والتي مقرها في الصين لم ترد عنها أي معلومات مطلقًا، غير أنها تتعاون مع جهات أمنية حكومية لأغراض التجسس.