تضحية وخوف ورفض للزواج.. حكاية أول جزارة في الشرقية | صور وفيديو
قبل سنواتٍ طوال اختارت أن ترتدي ثوب الأبطال وتتحلى بالشجاعة لتعرف الدماء طوال عمرها ولا تخشى الذبح، وبعدها بسنوات زادت اختيارها اختيارًا آخر بتحمل المسؤولية والوقوف إلى جوار إخوتها، قبل أن ترفض الزواج وتُكرس حياتها لهم وحدهم إلى جانب عملها في مجال كانت الأولى من بنات حواء خلاله بمحافظة الشرقية، ومنذ مسكت السكين لـ ذبح الذبائح وامتهان الجزارة وهي كما هي وكما يعرفها الجميع.. بنت بلد لا تفارق جيناتها الجدعنة أو ترأف بحال الدعاية عبر الإنترنت، وبين هذا وذاك طريق طويل يُعظم أولى خطواته أنها اختارت التضحية وفضلت إخوتها وأطفال أشقائها عوضًا عن الزواج بأيٍ من العشرات ممن تقدموا وطلبوها قبل سنوات.
الحاجة منى.. اسم يعرفه القاصي والداني داخل منطقة الكيرهاوس بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، حتى أن صدى الاسم ونجاح صاحبته ذاع صيته ليشمل جنبات المحافظة من أقصاها إلى أقصاها، لكن صاحبة الاسم واللقب لا تزال كما هي بقلبٍ وديع لا يقوى على تحمل منظر الدماء البشرية، وفي عادة وطبيعة تبدو كوميدية نوعًا ما لا تزال أول جزارة في الشرقية تخشى وتخاف الأرانب وتهرب من ذبحها، وستظل.
التقت عدسة القاهرة 24 بـ الحاجة منى، وسردت أول جزارة في الشرقية، رحلتها في الحياة بوجهٍ عام والجزارة على وجه الخصوص، مؤكدةً على أن أول رقبة ذبيحة عرفت سكينها كانت وقتها طفلة لم تتجاوز ربيعها الرابع عشر، وكانت الذبيحة عجلًا، وقتها أمسكت بالسكين وأنامت ذبيحتها أرضًا وذبحتها بقلبٍ شجاع، في عادة لم تفارق صاحبتها حتى الحينْ، لكن الطفلة كبرت وباتت –معلمة– كما يود لأهل مهنتها أن يُطلقوا عليها، إلا أنها لا تُحب سوى لقب الحاجة، وتنوي تأكيده بزيارة أرض الحجاز العام الجديد، في زيارة تكررت مرات لكنها ستكون الأولى في موسم الحج.
وجّهت الحاجة منى، أول جزارة في الشرقية، رسالة لبنات حواء بوجهٍ عام، والمرأة المصرية على وجه الخصوص، عبرت خلالها عن أن الإحباط لا يجب أن يأخذ من نفس صاحبتها بقدر ما يدفعها الحديث عن الفشل إلى قمة النجاح، وألا تهوي بها العبارات الهدامة حال سماعها بقدر ما تكون حافزًا لمواصلة التفوق.
وفي النهاية استنكرت أول جزارة في الشرقية تعلق الناس بالإنترنت والدعاية عبره وتفضيلها عن الاهتمام بأذواق جمهورهم، قبل أن تضرب المثل بمهنتها وتؤكد على أنها لا تملك حسابًا عبر مواقع التواصل الاجتماع ولا تنوي ذلك، وأن ما يميز أهل مصر هو الترابط والسؤال والاطمئنان وجهًا لوجه.