مخرجة كلشي ماكو: الفيلم يتناول معاناة أهل العراق
قالت ميسون الباجه جي مخرجة فيلم كلشي ماكو، إنها مخرجة أفلام من أصل عراقي ولها جذور عميقة في العراق وفي الوقت نفسه من سكان لندن، وعاشت في هذه المدينة معظم حياتها، مضيفة: أشعر غالبًا كما لو كنت أعيش على جسر يطل على ضفتي النهر.
وحول فيلم كلشي ماكو، قالت ميسون في بيان إعلامي: تبدأ الحكاية من عند النهر وتنتهي بعاصفة ترابية تزيل كل آثار الجمال الممكن، وربما تشير إلى الأمل المفقود، أمل يلوح في الأفق ولكنه لن يأتي أبدًا، وأحلام أقصى ما يمكن تحقيقه منها، هو فعل الحلم في حد ذاته، كل شيء ملوث بالحرب، سواء إذا كانت دماء القتلى، أو ذكريات الجرحى، أو الحياة اليومية التي لا يستطيع المواطنون العراقيون ممارسة أدني مظاهرها، لا يمكنهم الخروج إلى الشارع دون أن يفكروا ألف مرة في احتمالية إصابتهم بقذيفة ما أو طلقة شاردة، غالبًا ما يمنح مفهوم الاحتمال مكنون جيد ولكنه في العراق لا يعني سوى احتمالات الموت والخسارة، كأنك تعيش على ضفاف نهر جميل ولكنك لا تستطيع أن تلمسه أو تتمتع بجماله.
تتمحور أحداث الفيلم حول سارة الروائية ذات الـ40 عاما تنحني كل ليلة أمام الكمبيوتر تبحث في الانترنت: أين كانت التفجيرات اليوم؟ سيارات مفخخة أم انتحاريين؟ كم عدد الموتى والجرحى؟ تلصق نقاط حمراء على مواقع الانفجارات فوق خارطة لبغداد معلقة فوق مكتبها.
واستمرت سارة في كتابة قصصها خلال سنوات الحروب والحصار الطويلة، ولكن الآن لا شيء أصبح العنف قريبًا جدًا وروتينيا ألزمها الصمت، أي قصة تلك التي تستطيعين روايتها بوجه هذه الأحداث؟ وفي الوقت نفسه تحاول سارة أن تحمي ابنتها ريما ذات الأعوام التسعة مما يجري حولهم.
ولكن الفتاة الصغيرة تفهم واقع حياتهم الصعبة أكثر مما تظن أمها، تتسائل سارة عما إذا كان من الأفضل لهما أن تتركا البلد.
قصة سارة وريما هي في قلب الفيلم، نرى حولهما العائلة والأصدقاء والجيران الذين يسعون أيضًا جاهدين لعيش أيام حياتهم، على مدى 7 أيام وليالي ستُسرد قصصهم وتتداخل في فيلمٍ سيكون دراميًا أحيانًا وفي أحيان أخرى مرحًا أو ساخرًا.
فيما تقول المؤلفة إرادة الجبوري: النص مبني على تجارب شخصية مررنا بها في أثناء الأزمات التي مر بها العراق، لذا فرغم أن الفيلم هو عمل روائي متخيل إلا أنه متجذر في حقيقة الظروف التي عشناها فنأمل أن يكون ذلك مبعثًا لروح الحياة الواقعية في الفيلم.
وفي الأفلام التي تدور أحداثها في بلاد تعاني الحروب أو الكوارث تظهر الشخصيات فيها وتوصف بأنهم مجرد ضحايا.. قصتنا لا تتجاهل المآسي التي مر بها هؤلاء الناس العاديين في السنوات الماضية بل تهدف قصتنا لإظهار حياة شخصياتها من جانب مختلف عمّا يكتب عنه في عناوين الأخبار.
كلشي ماكو من إخراج ميسون الباجه جي وشاركتها التأليف دكتورة إرادة الجبوري، وبطولة دارينا الجندي (في دور سارة)، باسم حجّار، مريم عباس، والممثل العراقي الشهير محمود أبو العباس، وإنتاج Oxymoron Films (بريطانيا) وLinked Productions (الكويت) وLes Contes Modernes (فرنسا)، وNeue Mediopolis Filmproduktion (ألمانيا)، وتتولي MAD Solutions توزيع الفيلم في العالم العربي.
ومؤخرًا، شهد الفيلم عرضه العربي الأول ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما انطلق البوستر والتريلر الدعائي للفيلم، بينما حصل الفيلم على العرض العالمي الأول في مهرجان سراييفو السينمائي الدولي.