الفلسطينيون ينتفضون لجمع المبلغ وإنقاذ المطبعة
إسرائيل تغرّم مطبعة فلسطينية رفضت طباعة منشورات لاقتحام الأقصى.. ومالكها يروي تفاصيل مثيرة | خاص
فرضت محكمة إسرائيلية على صاحب مطبعة فلسطينية بأم الفحم غرامة بلغت ثلاثة آلاف شيكل، بعدما رفض طباعة إعلانات تدعو لاقتحام المسجد الأقصى لأحد المستوطنين من جماعة جبل الهيكل المتطرفة، بزعم مخالفة قانون منع التمييز.
تغريم مكتبة فلسطينية رفضت طباعة منشورات لإسرائيلي
القاهرة 24 بدورها تواصلت مع جمال محاميد، صاحب مكتبة الهدى بأم الفحم، حيث سرد تفاصيل الواقعة قائلا: توجه إلينا أحد المستوطنين العنصريين التابع لجماعة أمناء جبل الهيكل، التي تدعو إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث مكانه، بطلب طباعة 2000 منشور لحركته يدعو فيها جماعته إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك، ضمن سلسلة تهويد مدينة القدس، ونحن طبعًا رفضنا هذا الطلب العنصري لأنه يمس عقيدتنا.
وأضاف محاميد: توجه هذا الشخص إلى محكمة الدعاوى الصغرى في مدينة الناصرة لمقاضاتنا، وطلب تغريمنا بمبلغ حوالي عشرة آلاف دولار، وقررت المحكمة تغريمنا بمبلغ ألف دولار فقط، بحجة أن المطبعة هي مكان عمومي، ويجب عليه تقديم الخدمات للجمهور بغض النظر عن توجهات سياسية أو دينية.
نجدة فورية من أم الفحم وشتى الأنحاء
وتابع محاميد: عندما صدر القرار هب أهالينا في أم الفحم وفي كل البلدان الفلسطينية في الداخل لمساعدتنا والتبرع بعملة الأجورات، وهي أصغر فئة في الشيكل الإسرائيلي.
وأكمل: أهالينا فعلوا ذلك لكي يعبروا عن تضامنهم معنا وبأنه لا يمكن أن يستفرد أحد بنا كأقلية فلسطينية، وأن الكل متضامن لنفس الهدف ولنفس المبدأ، أيضا لكي يرهقوا المستوطن أثناء عده وإحصائه للمبلغ، حيث إنه يجب عليه أن يعد 35 ألف قطعة معدنية صغيرة، وهو المبلغ الذي فرضته المحكمة.
واستطرد حديثه قائلا: الهدف من توجه هذا العنصري لنا هو أن يصطاد في المياه العكرة، وأن يتكسب ماديا من رفع قضايا من هذا النوع ضدنا، أو لربما أن نطبع له أمورا تخالف معتقداتنا، وهو أمر يرفضه أبناء شعبنا، وهو المس بثوابتنا ومقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
ووجه محاميد شكره لكل من شارك في جمع المبلغ، فقال: أحيي كل أهالينا في كل أماكن، تواجدهم سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو الداخل الفلسطيني على هذه الوقفة الأبية الشجاعة، والتي أثبتوا من خلالها تمسكهم بمبادءهم وحفاظهم على مقدساتهم أمام هجمة الاحتلال ومحاولة تهويد القدس وسلخنا عن هويتنا الفلسطينية.
مؤسس حملة جمع التبرعات يروي التفاصيل
فيما قال عبد الحليم أبو آدم، مؤسس مبادرة جمع التبرعات: بعد انتشار خبر الحكم على المطبعة، قمنا نحن شباب وناشطون من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني بمبادرة جمع المبلغ المذكور بعملة الأغورة، وهي العملة الأصغر في اسرائيل.
وأضاف ل القاهرة 24: نحن بحاجة لجمع مبلغ 3500 شاقل، أي 35،000 قطعة من الأغورة، وهذا رقم كبير والذي سيتم دفعه للمحكمة أو للشخص المذكور.
وأكمل: لا شك أننا نعلم بأنه هناك ماكنات جديدة ومتطورة لإحصاء هذا مبلغ، إلا أن التعامل مع ما يقارب الـ150 كيلو من العملات ليس أمرًا سهلا وسيتطلب منهم جهدا إضافيا في إحصاء المبلغ.
وعن ردود الفعل حول إطلاق المبادرة، يقول: منذ أن أطلقنا الحملة كان هناك تجاوب كبير لم نتوقع أن يصل إلى هذا الحد، فقد تم جمع المبلغ المذكور في ساعات قليلة بل وجمعنا مبلغا يفوقه، وسنتبرع بفائض الأموال للعائلات المستورة.
وأشار إلى أن هدف المبادرة هو تكاتف الشعب الفلسطيني، قائلا: رسالتنا هي أنه مهما حاولوا كسر لحمة وتكاتف شعبنا ازددنا قوة، فقد توحدت فلسطين بكافة أراضيها وتلقينا اتصالات من شمال ومركز وجنوب الداخل المحتل، بل ومن الضفة الغربية وغزة، والجميع أبدى استعداده للمساعدة والدعم.
واختتم عبد الحليم حديثه قائلا: نحن بدورنا أعلمناهم بأننا قد وصلنا للمبلغ المطلوب، ويكفينا تواصلنا وغيرتنا على ابن شعبنا الموحد، أما باقي الأموال سندفعها للأسر المحتاجة، لأننا جمعنا أكثر من المطلوب.