أعلنوا أنه مضاد للنيران واحترق بعد شهر من افتتاحه.. مأساة مسرح إيروكوا المروعة
وقع في مثل هذا اليوم الحريق الأكبر والأكثر تدميرا، في تاريخ المسارح العالمية، وعد الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث خلف هذا الحريق أكثر من 600 قتيل، وذلك في 30 ديسمبر من العام 1903، في مسرح إيروكوا في شيكاغو، إلينوي.
بُني مسرح إيروكوا وافتتح في 27 نوفمبر من العام 1903، حيث صممه بنيامين مارشال، على طراز عصر النهضة الفني، وكان من أفخم المسارح العالمية في ذلك التوقيت، وأكبرهم، وعلى غرار سفينة تايتنك، أعلن القائمون عليه عند افتتاحه، بأنه مقاوم للحريق، ومزود بأحدث وسائل الحماية والسلامة العالمية.
تايتنك المسرح.. بداية الكارثة خلال عرض السيد بلو بيرد جونيور
وفي 30 ديسمبر كانت تعرض المسرحية الموسيقية السيد بلو بيرد جونيور، وكانت العروض تشهد إقبالا ضخًما، خاصة وأنها تتزامن مع إجازة أعياد الميلاد، وخلال الحفل الصباحي، كانت المقاعد تحتشد بأكثر من 1900 متفرج، من رجال ونساء وأطفال.
وخلال عرض الفصل الثاني من المسرحية، تحديدا الساعة 3.15، رأى أحد العمال اشتعال قطعة من القماش، وحاول إخمادها باليد لكنه لم يستطع، وبدأت تلك النار الصغيرة في التوسع، وكانت تلك المنطقة مليئة بالعديد من المواد القابلة للاشتعال.
انتشرت النار، وعاد الممثلون بشكل سريع إلى الكواليس، وخلال تلك الأوقات، ووسط هلع الجمهور، ظهر فوي، بطل العمل الرئيسي، وطمأن الجمهور، وطلب منهم الجلوس في أماكنهم، وكانت الإجراءات المتبعة، أن يتم إنزال ستارة من الأسبستوس، لحبس النيران، لكن حدث خلل ولم تسقط بشكل كامل، وانقطعت الكهرباء عن المسرح، مع تزايد النيران بسبب فتح باب المسرح الخلفي ودخول الهواء الذي ساعد على الانتشار.
أحداث مروعة وكارثية حدثت خلال الحريق
هرب العمال في المسرح، ونسوا فتح أبواب الطوارئ، وكانت هناك العديد من الأبواب التي لا يمكن فتحها إلى للداخل، فلم تنفتح أمام التكدس المتواجد أمامها، وأخذ الناس يقفزون من الشرفات العالية، وكان أول من قفز من الشرفة، اصدم بالرصيف، ليموت على الفور، وأخذ الناس يقذون فوق جثته للنجاة من الحريق الهائل.
خلال تلك الأوقات حدثت العديد من المشاهد المروعة، جلس معظم القتلى الذين ماتوا في الشرفات، يشاهدون الحريق من الأعلى، ولا يستطيعون التعامل مع الأمر، ولا توجد أي مخارج، أو سلالم، ومن عاش منهم واستطاع النجاة، وجد تحت أكوام الجثث المحترقة.