الطفل المعجزة.. تعلم لغة الإشارة لـ ترجمة العالم لوالديه ذوي الهمم بالشرقية

قبل تسع سنوات جاء إلى الدنيا صارخًا صرخ كل أبناء آدم حين خرجوا من رحم أمهاتهم ليُعلنوا قدومهم، لكن صرخات الصغير وصوت بكائه حتى لم يصل إلى آذان والديه؛ ذوي الهمم من الصم والبكم، لكن رب السموات كان رحيمًا بالأسرة حين كبر الفتى وبرحمة من الله استُجيبت دعوات الأم وتعلم الصغير لغة الإشارة ويومًا بعد الآخر بدأ يفهم ويتواصل مع والديه ليطلب طعام أو شراب أو حتى يتحدث إليهم بصمتٍ وإشارة.

كبر الفتى محمد هاني عزت، الابن الأكبر لوالديه ذوي الهمم، وشقيق ثلاث بنات إخوته، حتى التحق بالدراسة وأصبح طالبًا بالصف الرابع الابتدائي في مدرسة النيل الابتدائية الموجودة على مقربة من مسكن أسرته في بندر مركز ومدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، قبل أن يذيع صيت الفتي ذو التس سنوات ويُصبح مثار حديث المئات من أهل المنطقة لما يبر به والديه وهو في مهذا السن الصغير؛ ينقل لهم ما يدور وينقل عنهم ما يودون قوله لكل من يتعامل معهم بصورة يومية من أهلٍ وأصدقاء وجيران، بصورةٍ أو بأخرى جعل لحياتهما لون وطعم أفضل بكثير كما لو كان الله قد عوضهما أخيرًا وحقق لهما كل ما يأملون من أمنيات.

 

عمر الفتى وقبله شهورًا تسعة سكنها في بطن والدته –نورهان- كانت مليئة دومًا بالدعوات، لكن يوم ولادته لا تزل والدته تذكره جيدًا وتحدثت لـ القاهرة 24 عنه، مؤكدةً على أنها كانت تحمل همَّ التواصل مع الفتى، وظنت بعفوية حين جاء إلى الدنيا أنه سيتعلم لغة الإشارة حين يكبر، لكن بكائه وفشل تواصله معها ومع والده كان أمرًا يحزنها، حتى هداهم الله إلى الاستعانة بمن يجعل الفتى يُتقن ويحفظ كتاب الله القرآن الكريم ويتعلم يومًا بعد الآخر لغة الإشارة حتى تواصل معها ومع والده أخيرًا واصبح بمثابة حلقة الوصل بينهم وبين العالم أجمع.

والد الفتى محمد موظف بسيط في إدارة الكهرباء، يستنزف عمله أغلب وقت يومه، لكن تجمعه بفتاه دومًا مباريات كرة القدم وحب النادي الأهلي، وعن ذلك يقول الصغير: بابا بيحب الأهلي وأنا كمان، وساعات نقعد نتفرج على المتاش ويسألني عن رأيي.. بابا بيتكلم لكني أنا اللي بوصف له كل حاجة بالإشارة علشان مش بيسمع.

 

حلم وأمنية

محمد عبرَّ في ختام حديثه لـ القاهرة 24، عن أمنيته أن يكون طبيبًا حين يكبر، بل والتخصص في طب الأطفال، قبل أن يبتسم بعفوية وهوَّ يشير إلى أمنيته أن يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية: نفسي أقابله وأشكره.