ألقى جثتها بالقمامة انتقامًا من والدها.. الإعدام يسدل الستار على قضية مقتل الطفلة علياء بالدقهلية
في شتاء عام 2020، خرجت علياء طفلة لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها، لشراء مستلزمات طبية من صيدلية تبعُد عن منزلها بعزبة الجزار التابعة لمدينة شربين، بمحافظة الدقهلية، خطوات قليلة، وبينما كانت الصغيرة تمد قدميها للعودة بالطلبات لوالدتها، كان الشيطان يدبر لجريمته.
خلاف وقع بين المتهم ويدعى محمد، ويبلغ 29 عامًا، ووالد الطفلة، بعدما توسط الثاني في بيع منزل للأول، مقابل سمسرة قيمتها 5 آلاف جنيه، وبعد فترة قليلة أبدى رغبته في إعادة المنزل للبائع، والذي طالبه بدفع الشرط الجزائي وقيمته 200 ألف جنيه، فحاول المتهم إقناع والد الطفلة أن يشهد زورًا بأن الشرط ليس من بنود الاتفاق، لكنه رفض.
الشيطان يخطط للانتقام من الطفلة
نسج المتهم خيوطه وحيله للإيقاع بالطفلة، وكل ما يدور في ذهنه هو شفاء غليله من والدها، وإعطاؤه درسًا على أمانته، دون أن يكترث لسنوات الجيرة، وما أن شاهدها تمر من أمام محله، الذي يجاور منزلها، تودد لها في البداية، وأوهمها بضرورة الذهاب معه لمنزله لإعطائها شريط عقار دوائي، مستغلًا حداثة سنها وثقتها به.
لم تمر ثوانٍ ووقعت الضحية في الفخ، وكشر الشيطان عن أنيابه ونيته، وما أن دخلت المنزل حتى دفعها وارتطمت رأسها بالأرض، ولم يتحمل جسدها النحيل وسقطت فاقدة وعيها، ثم انقض عليها كالذئب للثأر من والدها، وكتم أنفاسها حتى فاضت روحها لبارئها، وما أن تأكد من وفاتها، كبل يديها وقدميها، وألقاها في مقلب قمامة بالقرب من مقابر المدينة.
محاولات المتهم بقتل طفلة الدقهلية لإبعاد الشبهة عنه
4 أيام لبس خلالها المتهم ثوب الشهامة، وكسا الحزن وجهه، والدموع ملأت عينيه، فابنة صديقه اختفت في ظروف غامضة، ربما اختطفها مجهولون، أو تاهت ولم تتمكن من العودة، ويجب على الجميع البحث عنها، كلها افتراضات حاول بها التودد لأسرة الضحية، لإبعاد الشبهات عنه.
كاميرات المراقبة كانت كلمة السر التي اقتادت قوات الأمن لفك اللغز، وذلك بعدما رصدت الطفلة وهي تسير حتى اقتربت من محل المتهم، وبسؤاله عن تسجيلات الكاميرا الخاصة به، ادعى أنها لا تعمل، وتبين أنها فُصلت قبل الواقعة، ما أثار الشك ناحيته، وبتضييق الخناق عليه انهار واعترف بقتل المجني عليها، وإلقاء جثتها في القمامة، انتقامًا من أمانة والدها.
إعدام المتهم بقتل الطفلة علياء بدير بالدقهلية
عامان تداولت خلالهما القضية، حتى أسدلت محكمة جنايات المنصورة الستار بإعدام المتهم شنقًا، بعد تصديق مفتي الجمهورية، خلال جلسة اليوم الأحد، وانتهت الجريمة البشعة التي راح ضحيتها طفلة بريئة بالقصاص العادل.
دوي الزغاريد التي أطلقتها والدة المجني عليها بمجرد سماعها الحكم، عمت أروقة المحكمة، وسط فرحة كبيرة بين أفراد أسرتها، الذين انتظروا هذا القرار على أحر من الجمر، ليستقبلوا عزاء طفلتهم، وترتاح في قبرها بعد القصاص من قاتلها.
