حماس في مواجهة إسرائيل.. من يستطيع الحصول على أسراه أولا؟
ملف الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين بات واحدًا من أبرز ما يومكن وصفه بالقنابل الموقوتة في المفاوضات الإسرائيلية مع فصائل قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، إذ تسعى كل من حركة حماس من جهة أو دولة الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، للحصول على أسراها من الجهة الأخرى وفقًا لشروطها التي تحددها.
مفاوضات الأسرى الفلسطينيين
فبالنظر إلى حركة حماس أبرز الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وأكبرها، دأبت الحركة على المطالبة بالإفراج عن العديد من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين بحوزتها.
مطالب حركة حماس وتهديداتها المتواصلة جرى تأكيدها قبيل ساعات قليلة على لسان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بأن الحركة ستجبر إسرائيل على صفقة تبادل الأسرى، بينهم أسرى سجن جلبوع الذين تمكنوا من الهروب من السجن، قبل أن يتم أسرهم مرة أخرى خلال الأشهر الماضية، وذلك في برنامج المقابلة عبر قناة الجزيرة القطرية.
هنية وجه حديثه إلى السلطات الإسرائيلية مؤكدًا أن الحركة التي يمثل هو أحد قياداتها، تمتلك 4 أسرى من الإسرائيليين، مهددًا أنه إذا لم تقتنع إسرائيل؛ ستعمل الحركة على زيادة الأسرى عبر أذرعهم الموجودة في كل مكان- على حد قوله.
وتابع أن عملية سيف القدس التي أطلقتها المقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في العام الماضي تعد "بروفا" لمعركة التحرير الشامل للأراضي الفلسطينية- على حد قوله.
إسرائيل ترفض الإعمار قبل إطلاق الأسرى
على الجانب الآخر تشترط إسرائيل إحراز تقدم في سعيها لاستعادة جنديين مفقودين في حرب غزة 2014، وكذلك إسرائيليين تسللا كل على حدة إلى قطاع غزة، حسب وكالة رويترز، للسماح بإعادة إعمار قطاع غزة
وزير الدفاع الإسرائيلي بني جانتس بدوره هدد بعدم السماح بتحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة من دون استعادة جثتي الجنديين وإسرائيليين اثنين محتجزين في القطاع منذ ما يقارب 8 سنوات، قائلا خلال اجتماع كتلة أزرق أبيض، في الكنيست الإسرائيلي في وقت سابق، إنه من دون عودة الأسرى الإسرائيليين لن ترمم غزة اقتصاديًا- وفقًا لوسائل إعلام عبرية.
مصر بدأت في إعادة الإعمار
الموقف الإسرائيلي بشأن إعادة إعمار غزة، لم يوقف الدولة المصرية عن مد يد العون إلى قطاع غزة، فبالنظر إلى داخل القطاع الفلسطيني الملاصق للحدود الشرقية المصرية، يتبين أن القاهرة بدأت بسواعد أبنائها إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الأخير على القطاع في مايو الماضي، لتعلن إطلاق المرحلة الثانية التي تستهدف إنشاء المدن السكنية من خلال تجهيز المناطق وتوفير المعدات اللازمة للبناء قبل أسابيع قليلة.
الخطوات المصرية المتسارعة والجادة لإعادة إعمار قطاع غزة، تسير جنبًا إلى جنب بموازاة خطوات القاهرة في المفاوضات بين تل أبيب والفصائل الفلسطينية للوصول إلى اتفاق هدنة طويلة الأمد، فقد تمكنت مصر من التوصل إلى وقف لإطلاق النار من قبل الطرفين في مايو الماضي، ليشهد العالم حينها بقوة وجدارة الدبلوماسية المصرية في القضية الفلسطينية.
وتتضمن المرحلة الأولى من مشروع إعمار غزة، إزالة الركام، والتي تم إنجازها في 65 يومًا، حيث تم رفع 85 ألف متر مكعب من الركام، أما المرحلة الثانية فتشمل 6 مشروعات، أبرزها تطوير الواجهة البحرية للكورنيش بشمال القطاع، فيما سيتم إنشاء تجمعات سكنية، عبر 3 مدن، الأولى تسمى دار مصر 1، ودار مصر 2، ودار مصر 3، وذلك قبل التوصل إلى اتفاق بين تل أبيب والفصائل الفلسطينية بشأن الأسرى المتواجدين لدى كلا الطرفين.