أسوحُ إلىٰ سراب.. شعر مصطفى إبراهيم أبو هلال
أمرُّ كما الجبالِ
خُطَىٰ سحابَةْ
وأجترُّ المواجعَ
في الكتابةْ
وأحملُ فوق رأسي
خبزَ قومِي
وقومي..
دينُهم: قتلُ الصحابةْ
أسوحُ إلىٰ سرابٍ..
قصدَ ماءٍ
وهل يرجو الفتَىٰ المُضنَىٰ
سَرابَهْ ؟!
روايتُهم كلاسيَة،
وإنِّي:
أتوقُ إلىٰ الفراهةِ،
والغرابةْ
أهيمُ
إذا انتهَىٰ للَّيلِ قولٌ
وأدعوهُ غدًا
يرفو ثيابَهْ
أحبهمُ ولكن
قيدَ حقٍّ
وأبغِضهُم
لِمَا فقدوا المَهابةْ
سَميُّهمُ
إذا صدَقوا الحَكايا
ونِدُّهمُ
علىٰ بُسُطِ الإصابةْ
سَرَىٰ شَدوي بغابتِهم
غريبًا
فهل تئدُ العنادلَ
بطنُ غابةْ؟!
أنا مَن لَحمُهُ
مِزَقًا تبدَّىٰ
إذا ما
أطلق الباغي ذئابَهْ
فمنذ عَذَلتُهم
وغدوتُ نَصلًا
بخاصرةِ الزمانِ
كسَرتُ نابَهْ
وإن قلتُ: استبَدُّوا
صرتُ رَدًّا
وداعشَ،
إذ أهدَّدُ بالرقابةْ
خطيبهُمُ المفوَّهُ
في الفيافِي
وقافلةُ البعيرِ
دمُ الخطابةْ
يصيحُ
بكلِّ نادلةٍ:
تعالَيْ،
وينثُرُ في الورَىٰ
فقهَ " العصابَةْ "..
دَمي:
في كلِّ مائدةٍ..
حلالٌ
لهُمْ،
ودماؤهم
كهجيرِ بابَةْ
إذا قلتُ: استفيقوا
صار هتكًا
سيُعلنُ
ذلك الربُّ انقلابَهْ
فكيف إذن
يسوسُ الريحَ نَفحٌ؟!
وكيف
يُجَنَّبُ الموتُ الصَّبابةْ؟!
وكيف يُلامُ
مشبوبُ النوايا
مِن المَكلومِ
في سهمٍ أصابَهْ؟!
إذا هبَّت رياحٌ
قيلَ: قِفْها
ويومَ وقَفْتُها..
قيلَ: استِتابَةْ
أُديمُ على الصيامِ
قيامَ ليلِي
وأضرعُ خالصًا..
فيم الجنابةْ؟!
وأعبرُ
لُجَّةَ الأحزانِ
وحدي
وأرشِفُ
خمرةَ الموتِ المذابةْ
ولَجتُ جِنانَهُ
ببناتِ فِكري
وكانَ جهنَّمًا
يُصلِي عذابَهْ
يثورُ
على خدِينِ العمرِ
عنهم،
وقد يهجوهُ أيضًا
بالإنابَةْ
أسوقُ إليه
إيماني،
ووَحيِي،
وأحداقَ المهاةِ
المسترابةْ
وألوِي
أذرُعَ اللغةِ احتسابًا
وقد بلغَ الهُيامُ بنا
نِصابَهْ
علىٰ قلبي أعيشُ،
وثَمَّ قلبٌ
يعزُّ إذا تجلَّدَ..
أن يُجابَهْ
من هو مصطفى إبراهيم أبو هلال؟
مصطفى إبراهيم أبو هلال المولود 1982، صدر له عدة أعمال شعرية، منها "وقال الشاعر" 2001 وديوان "ملامح الفقد" 2012 وهما صادران عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وديوان "وقلوبهم شتَّى"، كما يشارك الشاعر في عدة أعمال خاصة بالمجال الثقافي، فهو عضو عامل بنقابة فناني أقاليم مصر، ومحاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، وغيرهم.