سكان تلك الجزر لا يملكون السلاح.. ماذا دوّن كولومبوس في تقرير رحلته الأولى؟
قاد كريستوفر كولومبوس، ثلاث سفن في رحلته الأولى الاستكشافية، تكونت من نينيا، وبينتا، وسانتا ماريا، تكلفت تلك الرحلة نحو 1140.000 مارافيدي، أسهم كولومبوس بثلثه، وأسهمت الملكة والملك بباقي الأموال، وغادر هذا الأسطول الشواطئ الإسبانية في 3 أغسطس عام 1492، وانطلق عائدا في 4 يناير من العام 1493.
أبحر الأسطول جنوبا إلى جزر الكناري، وشاهد البحارة العديد من النباتات العائمة وبعض أنواع الطيور، مما يشير إلى قربهم من يابسة، لكن بدأ اليأس يتملك منهم في 10 أكتوبر، بسبب نقص المؤن، والرياح المعاكسة، التي ستحول بينهم وبين عودتهم، وبدأ كولومبوس يشد من أزرهم، وفي 12 أكتوبر، شاهدوا يابسة، واكتشف وقتها جزر البهاما، وفي 6 ديسمبر، حملته الرياح إلى هايتي، ووالتي أسماها هيسبانيولا.
بعد قضائه خمسة أشهر، كشف كولومبوس عن جزر الكاريبي، وهيسبانيولا، ودومنغو، وعند العودة إلى إسبانيا، ترك 39 رجلا، لبناء مستعمرة هناك، في هايتي، وأسر العديد من السكان الأصليين لأمريكا، تتراوح أعمارهم بين العاشرة والخامسة والعشرين، وخلال طريق العودة، نجا منهم 8 أشاص فقط، كما أخذ بعضا من الطيور، والحيوانات البرية، والذهب، والاحجار الكريمة.
رست سفن كولومبوس في شواطئ إسبانيا في 15 مارس من العام 1493، وأخذ في كتابة رسالة إلى الملك الإسباني فرديناند، وزوجته الملكة إيزابيلا، وفي تلك الرسالة، تم الإعلان عن وجود القارة الجديدة، وطبعت تلك الرسالة، وانتشرت في جميع أنحاء أوروبا.
رسالة كولومبوس إلى الملك وزوجته
وصف كريستوفر كولومبوس في رسالته الاكتشافات التي وجدها، ووصف فيها السكان الأصليين، وتحدث عن ثقافاتهم، وبعض العادات التي رآها بنفسه، وقال بأن السكان الأصليين لا يملكون الأسلحة، ويخافون الأغراب، مما يسهل غزوهم، واحتلال أرضهم.
يقول كولومبوس في رسالته، موجها كلامه للمك وزوجته، لقد عقدت العزم على كتابة تلك الرسالة، لإطلاعكم على ما تم إنجازه خلال تلك الرحلة، واكتشافاتي فيها.
في اليوم الثالث والثلاثين بعد أن غادرنا قادس، دخلت البحر الهندي، وهناك اكتشفت العديد من الجزر التي يسكنها العديد من الناس، لقد أسرتهم من أجل ملكنا، دون مقاومة أي أحد.
جزيرة خوانا، هي جزيرة خصبة جدا، والجزر المجاورة أيضا بنفس الخصوبة، وهي آمنة وواسعة، ولديها مواني أعلى من أي مواني رأتها عيني، تتدفق فيها العديد من الأنهار الواسعة، ويقف فيها الجبال الشوامخ، وتلك الجزر المتنوعة، من السهل اجتيازها، وبها أكبر مجموعات الأشجار، التي يصل بعضها إلى النجوم.
في جزيرة هيسبانا، توجد جبال شاهقة، بديعة، ومزارع واسعة، وحقول خصبة، مجهزة لتشييد المباني، إن حجم الأنهار، والمواني، يفوقان إيماني البشري، إلى جانب كل هذا الجمال الطبيعي، تمتلئ الجزيرة بالذهب والمعادن المختلفة.
جميع السكان غير مزودين بالسلاح، هم محرومون تماما منه، كما أنهم لا يتكيفون مع الأغراب، فهم خجولون جدا، ويرتعبون من الغرباء، لكنهم عندما يشعرون بالآمان، يشاركون الضيوف ما معهم، ويظهرون له المودة.